للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأيتُمُوني أُصلِّي»؛ رواه البخاري (١).

وإلى القارئ بيان ذلك:

١ يُسبِغ الوضوء، وهو أن يتوضأ كما أمره الله؛ عملًا بقوله -سبحانه وتعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: ٦]، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تُقبَل صلاةٌ بغير طهورٍ، ولا صدقةٌ من غُلول»؛ رواه مسلم في «صحيحه».

٢ يتوجه المصلي إلى القبلة- وهي الكعبة- أينما كان بجميع بدنه قاصدًا بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة، ولا ينطق بلسانه بالنية؛ لأن النطق باللسان غير مشروع، بل هو بدعة؛ لكون النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ينطق بالنية، ولا أصحابه -رضي الله عنهم- (٢)، ويُسَن أن يجعل له سُترةً يصلي إليها إن كان إمامًا أو منفردًا؛ لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك.

٣ يكبر تكبيرة الإحرام قائلًا: «الله أكبر»، ناظرًا ببصره إلى محل سجوده (٣).

٤ يرفع يديه عند التكبيرة إلى حَذو مَنكِبيه، أو إلى حِيال أُذنيه (٤).

٥ يضع يديه على صدره؛ اليمنى على كفه اليسرى والرُّسْغ والساعد؛ لورود ذلك من حديث وائلِ بن حُجْرٍ، وقَبيصة بن هُلْب الطائي عن أبيه -رضي الله عنهما- (٥).

٦ يُسن أن يقرأ دعاء الاستفتاح وهو: «اللهمَّ باعِدْ بيني وبين خطايايَ كما باعدتَ بين المشرقِ والمغربِ، اللهم نَقِّني من خطايايَ كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من


(١) أخرجه البخاري في الأذان (٦٣١)، والدارمي ١/ ٣١٨ (١٢٥٣) من حديث مالك بن الحويرث -رضي الله عنه-.
(٢) انظر: «زاد المعاد» ١/ ٢٠١
(٣) انظر: «رسالة الصلاة» للإمام أحمد ص ٣١، قال ابن القيم في: «زاد المعاد» ١/ ٢٦٥: «وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا قام في الصلاة طأطأ رأسه».
(٤) ممدودة الأصابع، مستقبلًا بها القبلة. انظر: «زاد المعاد» ١/ ٢٠٢.
(٥) ولم يرد في الأحاديث، ولا في الآثار عن السلف -رضي الله عنهم- ذِكر حال القدمينِ أثناء القيام قبل الركوع ولا بعده، ولا حال الركوع، وهل يُفرج بينهما أو يضمهما، وحيث لم يرد في ذلك شيء، فينبغي أن يقف المصلي معتادًا، فلا يضم قدميه، ولا يفرج بينهما، كما يفعل بعض الناس. والدليل على هذا عدم الدليل.

<<  <   >  >>