للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدَّنَسِ، اللهم اغسِلني من خطايايَ بالماء والثلج والبَرَد»؛ متفَقٌ عليه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإن شاء قال بدلًا من ذلك: «سبحانك اللهم وبحمدِك، وتبارك اسمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إلهَ غيرُك»؛ لثبوت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإن أتى بغيرهما من الاستفتاحات الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا بأس، والأفضل أن يفعل هذا تارَةً وهذا تارَةً؛ لأن ذلك أكملُ في الاتباع، ثم يقول: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، «بسم الله الرحمن الرحيم»، ويقرأ سورة الفاتحة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحة الكتاب»، ويقول بعدها: «آمين» جهرًا في الصلاة الجهرية، وسرًّا في السرية، ثم يقرأ ما تيسرَ من القرآن، والأفضل أن تكون القراءة في الظهر والعصر والعشاء من أوساط المفصَّلِ، وفي الفجر من طِوالِه، وفي المغرب من قِصارِه، وفي بعض الأحيان من طِواله أو أوساطه- أعني في المغرب- كما ثبَت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويُشرَعُ أن تكون العصر أخفَّ من الظهر.

٧ يركع مكبرًا رافعًا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه، جاعلًا رأسه حِيال ظهره، واضعًا يديه على ركبتيه، مفرِّقًا أصابعه (١)، ويطمئن في ركوعه ويقول: «سبحان ربي العظيم»، والأفضل أن يكررها ثلاثًا أو أكثر، ويُستحب أن يقول مع ذلك: «سبحانك اللهم ربَّنا وبحمْدِكَ، اللهمَّ اغفِرْ لي».

٨ يرفع رأسه من الركوع، رافعًا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه، قائلًا: «سمِع اللهُ لمَن حمِدَه»، إن كان إمامًا أو منفردًا يقول بعد رفعه: «ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، مِلءَ السماواتِ وملءَ الأرضِ، وملءَ ما بينهما، وملءَ ما شِئتَ من شيءٍ بعدُ»، وإن زاد بعد ذلك: «أهلَ الثناءِ والمجدِ، أحقُّ ما قال العبدُ، وكلُّنا لك عبدٌ، اللهمَّ لا مانعَ لِمَا أعطيتَ، ولا مُعطِيَ لِما مَنعتَ، ولا ينفَعُ ذا الجَدِّ منك الجدُّ» فهو حسن؛ لأن


(١) قال ابن القيم: «وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من القراءة سكت بقدر ما يترادُّ إليه نفسه، ثم رفع يديه- كما تقدم- وكبَّر راكعًا، ووضع كفيه على ركبتيه كالقابض عليهما، ووتَّر يديه، فنحاهما عن جنبيه، وبسط ظهره ومده، واعتدل ولم ينصِب رأسه، ولم يخفِضه، بل يجعله حيال ظهره معادلًا له. «زاد المعاد» ١/ ٢١٦، وانظر: «رسالة الصلاة» للإمام أحمد ص ٣٢.

<<  <   >  >>