إن طلب الناس السعادة في المساكن والمراكب والمنتزهات وأنواع الشهوات والملذات، فاطلبها أنت في مناجاة الله، وتدبرِ كلامه والقيامِ بطاعته وأمره، وهذا قمة السعادة.
هنا تجد الأمن، تجد الطمأنينة، تجد الرضا بما قسم الله لك، تجد البركة في العمر ولو كان قصيرًا، تجد البركة في الرزق وإن كان مضيقًا، تجد تيسير الله لأمورك، وتسخيره الخلق لك، بلا درهم منك لهم ولا دينار، وصدق الله العظيم حيث قال: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: ٢، ٣].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «من أراد السعادة الأبدية، فليزم عتبة العبودية»(١).
وختامًا: فإن من لم يجد السعادة بتلقي أوامر الله وتنفيذها، والحذر من نواهيه والبعد عنها وإسلام الوجه لله، وتسليم الأمر له والتوكل عليه فلن يجد للسعادة طعمًا ولو حيزت له الدنيا بحذافيرها.