للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغير ذلك من جهات البر مما يحتاجه المسلمون في مصالحهم العامة والخاصة.

وأن يجعل للموصي والناظر عليها تقديم الأولى والأحوج منها حسب الظروف والأحوال.

كما أن مما يستحب أن يوصي أهله ومن خلفه: بتقوى الله -عز وجل-، والصلاة، وحقوق من تحت أيديهم، فعن علي -رضي الله عنه- قال: كان آخر كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الصلاة الصلاة، واتقوا الله فيما ملكت أيمانكم» (١).

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: كانت عامة وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين حضرته الوفاة وهو يغرغر بنفسه: «الصلاة، وما ملكت أيمانكم» (٢).

وفي حديث أم سلمة -رضي الله عنها-: «فما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه» (٣).

وعن عائشة -رضي الله عنها-: أنه -صلى الله عليه وسلم- أخذ يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: «لا إله إلا الله، إن للموت سكرات» (٤)، وعنها -رضي الله عنها-: أنه كان يقول: «اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى» (٥).

هذا، وقد استحب بعض أهل العلم أن يكتب في صدر الوصية ما رواه محمد بن سيرين عن أنس بن مالك قال: «كانوا يكتبون في صدور وصاياهم: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به فلان، إنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا


(١) أخرجه أبو داود في الأدب (٥١٥٦)، وابن ماجه في الوصايا (٢٦٩٨)، وأحمد ١/ ٧٨ (٥٨٥). وصححه الألباني في «الصحيحة» (٨٦٨)، و «الإرواء» (٧/ ٢٣٨).
(٢) أخرجه ابن ماجه أيضًا (٢٦٩٧)، وأحمد ٣/ ١١٧ (١٢١٦٩).
(٣) أخرجه ابن ماجه في الجنائز (١٦٢٥)، وأحمد ٦/ ٢٩٠، ٣١١ (٢٦٤٨٣، ٢٦٦٥٧)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٨٦٨)، و «الإرواء» (٧/ ٢٣٨).
(٤) أخرجه البخاري في المغازي (٤٤٤٩)، وفي الرقاق (٦٥١٠)، وأحمد ٦/ ٦٤ (٢٤٣٥٦).
(٥) أخرجه مالك في الجنائز (١/ ٢٣٨)، والبخاري في المغازي (٤٤٤٠)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٤٤)، والترمذي في الدعوات (٣٤٩٦)، وابن ماجه في الجنائز (١٦١٩)، وأحمد ٦/ ٢٣١ (٢٥٩٤٧).

<<  <   >  >>