للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجنة» (١).

وعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسولَ الله، أخبِرني بفواضل الأعمال، قال: «يا عقبةُ، صِلْ مَن قطعك، وأعطِ مَن حرَمك، وأعرِضْ عمن ظَلَمك» (٢).

وفي الأثر: «من ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه» (٣).

قال الشاعر:

لما عفوتُ ولم أحقِدْ على أحدٍ … أرحتُ نفسيَ من همِّ العَداواتِ (٤)

فيا سعادة من وفقه الله تعالى للعفو والصفح والتسامح، فقضى حياته سليم القلب، منشرح الصدر، حسن المعشر، مرتاح البال.

ويا بشارته في الآخرة بما تكفل الله -عز وجل- به من الفوز العظيم، والثواب الجزيل، والأجر الكريم لمن عفا بقوله تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: ٤٠].

فليجعل كلٌّ منا العفو والصفح والتسامح ديدنه وشعاره، وليحذر كل الحذر من نزغات الشيطان، ومن النفس الأمَّارة بالسوء، ومن الحرج، وضيق الخلق، ومن فظاظة القلب وقساوته؛ فإن أبعد الناس من الله -عز وجل- القلب القاسي.

وليسأل كلٌّ منا ربه على الدوام أن يجازيَه عما له من حقوق على إخوانه المسلمين من


(١) أخرجه ابن شاهين في «الترغيب في فضائل الأعمال» (٥١٩)، وأبو الشيخ في «الثواب» كما في «الجامع الكبير» للسيوطي (٢٧٠١)، و «كنز العمال» للمتقي الهندي (٧٠١٥).
(٢) أخرجه أحمد ٤/ ١٤٨، ١٥٨ (١٧٣٣٤، ١٧٤٥٢)، والطبراني في «الكبير» ١٧/ ٢٦٩ - ٢٧٠ (٧٣٩، ٧٤٠). قال الهيثمي في «المجمع» (٨/ ١٨٨): «رواه أحمد والطبراني، وأحد إسنادي أحمد رجاله ثقات». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٨٩١).
(٣) أخرجه نعيم بن حماد في روايته «الزهد والرقائق» لابن المبارك (٢/ ١٠) عن أُبَيٍّ -رضي الله عنه- بلفظ: «ما ترك عبد شيئًا لا يتركه إلا لله إلا آتاه الله مما هو خير منه من حيث لا يحتسب». قال العجلوني في «كشف الخفاء» (٢٤٢٨): «قال في «الدرر»: «رواه أحمد [٥/ ٧٨، ٧٩ (٢٠٧٣٩، ٢٠٧٤٦)] عن بعض أصحابه مرفوعًا بلفظ: «إنك لا تدع شيئًا اتقاء لله؛ إلا أعطاك خيرًا منه».
(٤) البيت للشافعي. انظر: «روض الأخيار، المنتخب من ربيع الأبرار» ص (١٧٧).

<<  <   >  >>