/سنةاحدى وست مائة فيها تغلبت الفرنج على مملكة القسطنطينية وأخرجوا الروم عنها بعد حصار طويل وحروب كثيرة.
وفيها توفي المحدث أحمد بن سليمان الحربي المقرىء المفيد، والرجل الصالح عبد الرحيم بن محمد بن محمد نزيل همدان، وأبو الفضل محمد بن الحسين المقري الدمشقي المعروف بابن الخصيب.
[سنة اثنتين وست مائة]
فيها سلم خوارزم شاه محمد بن ترمذ إلى ملك الخطا، فكان ذلك هو الخطأ بعينه وتشوش الناس لذلك قيل: وما فعله إلا مكيدة ليتمكن من ممالك خراسان.
وفيها توفي مدرس الأرمينية المعروف بالتقي الأعمى سرق ماله فاتهم به قائده، فاحترق قلبه، فأهلك نفسه، وجد مشنوقا بالمنارة الغربية، نسأل الله العافية.
وفيها توفي الإمام العلامة أبو عمر. وعثمان بن عيسى الهدباني بالدال المهملة والباء الموحدة، وقبل ياء النسبة نون الماراني بالراء بين الألفين والنون بعد الثانية الملقب ضياء الدين، كان من أعلم الفقهاء في وقته بمذهب الإمام الشافعي قرأ وتمهر في فروع المذهب وأصوله، وشرح المهذب شرحا لم يسبق إلى مثله في قريب من عشرين مجلدا، لكنه لم يكمله بلغ فيه إلى كتاب الشهادات، وسماه الاستقصاء لمذاهب الفقهاء. وشرح اللمع في أصول الفقه للشيخ أبي اسحاق الشيرازي أيضا شرحا مستوفي في مجلدين، وغير ذلك، ووقف عليه الأمير جمال الدين الهكاري في مدرسة أنشأها في القاهرة، وفوض تدريسها إليه، ولم يزل بها إلى أن توفي، وفوض إليه السلطان صلاح الدين القضاء بالديار المصرية، وهو في نسبته راجع إلى ابن عبدوس الماراني نسبة إلى بني ماران، توفي بعد أن نيف على الثمانين، ودفن بالقرافه الصغرى