قلت هذا البيت الأخير ما أدري: أهو له أم استعاره للتضمين، فإن كان له فقد استعاره بعضهم للتضمين حيث قال:
إذا رقد السما وأسهرت ناظري ... وأنشدت بيتاً وهو من أفخر الشعر
أليس من الخسران أن ليالياً ... تمر بلا نفع وتحسب من عمري؟!
وللوزير المذكور أيضاً:
أرى الناس في الدنيا كراع تنكرت ... مراعيه حتى ليس في تلك مربع
فماء بلا مرعى ومرعى بلا ماء ... وحيث ترى ماء ومرعى فمنبع
وفيها توفي الحافظ أبو القاسم، هبة الله بن الحسن الطبري الفقيه الشافعي. تفقه على الشيخ أبي حامد، وسمع من المخلص وطبقته. قال الفقيه: كان يفهم ويحفظ. صنف كتاباً في السنة وكتاب رجال الصحيحين وكتاباً في السنن ثم خرج في آخر أيامه الى الدينور، ومات بها.
وفيها توفي أبو الحسين بن جعفر بن عبد الوهاب المعروف بابن الميداني، محدث دمشق رحمه الله تعالى. وفيها توفي الشيخ الكبير أبو منصور الأصبهاني، شيخ الصوفية في زمانه، روى عن الطبراني، توفي في رمضان رحمه الله تعالى.
[سنة تسع عشرة وأربع مائة]
فيها كان السلطان جلال الدولة ببغداد، فتحالفت عليه الأمراء، وكرهوه لتوفره على اللعب، وطالبوه، فأخرج لهم من المصاغ وغيره ما قيمته أكثر من مائة ألف دينار، فلم يرضهم، ونهبوا دار الوزير، وسقطت الهيبة، ودب النهب في الرعية، وحصروا الملك، فقال: مكنوني من الانحدار، فأجابوه، ثم وقعت صيحة، فوثب وبيده طبر وهو الحديد الماضي الذي يحمل بين يدي الملوك وصاح فيهم، فلانوا له، وقبلوا الارض وقالوا: اثبت، فأنت السلطان. ونادوا بشعاره، فأخرج لهم متاعاً كثيراً، فبيع ولم يف بمقصودهم، ولم