ولقب الملك المجاهد، وخطب له بدمشق مع الملك الظاهر، وفي آخر السنة كرت التتار على حلب فأخذوها.
وفيها توفي قاضي القضاة صدرالدين أحمد بن يحيى بن هبة الله الدمشقي الثافعي، والملك المعظم ابن السلطان الكبير صلاح الدين، والملك السعيد حسن بن عبد العزيز، وعثمان ابن العادل صاحب صينيةوبانياس تملك بعد أخيه الملك الظاهر، فأخذ الصينية منه الملك الصالح، وأعطاه أمرة مصر، فلما قتل المعظم بن الصالح ساق إلى غزة، وأخذ ما فيها وأتى الصينية فتملكها، وكان بطلاً شجاعًا قاتل يوم عين جالوت، فلما انهزمت التتار جاء إليه الملك المظفر، فضرب عنقه، والملك المظفر سيف الدين قطر. بالقاف والطاء المهملة والزاي فالمربى، كان بطلاً شجاعًا دينًا مجا هدًا انكسرت التتارعلى يده، واستعاد منهم الشام، وكان أتابك الملك المنصور على ولد أستاذه، فلمارآه لا يغني شيئًاعزله، وقام في السلطنة.
وفيها توفي الشيخ الفقيه الإمام الحافظ محمد بن أحمد الجويني، لبس الخرقة من الشيخ عبد الله البطائحي، عن الشيخ عبد القادر، ورثاه الشيخ عبد الله الجويني، وكان عالمًا زاهدًا خاشعاً قانتًا، عظيم الهيبة، مليح الصورة، حسن السمت والوقار.
وفيها توفي الحافظ العلامة أبوعبد الله محمد بن عبد الله القضاعي الكاتب الأديب، أحد أئمة الحديث، قرأ القراءات، واطلع على الأثر، وبرع في البلاغة والنظم والنثر، وكان ذا جلالة ورياسة. قتله صاحب تونس ظلمًا.
وفيها توفي الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر غازي ابن الملك العادل، كان عالماً فاضلاً شجاعًا عادلاً محسنًا إلى الرعية ذا عبادة وورع، لم يكن في بيته من يضاهيه حاصرته التتار عشرين شهرًاحتى فني أهل البلد بالوباء والقحط، ثم دخلواوأسروه، فضرب ملكهم عنقه، وطيف برأسه، ثم علق على باب الفراديس بعد أخذ حلب، ثم دفنه المسلمون بمسجد الرأس داخل الباب.
وفيها توفي ابن قوام الشيخ الكبير أبو بكر ابن قوام البالسي، كان زاهداًعابداً قدوة صاحب حال، وكشف وكرامات، وله رواية.
[سنةتسع وخمسين وست مائة]
في أولها اجتمع خلق من التتار، فأغاروا على حلب، ثم ساقوا إلى حمص لما بلغهم