الطوسي، وفيها تقدم عبد الله بن طاهر بن الحسين أميراً على خراسان، وأعطاه المأمون خمسمائة ألف دينار.
وفيها توفي أبو عمر معاوية بن عمرو الكندي البغدادي الحافظ المجاهد، روى عن زائدة وطبقته، وأدركه البخاري، وكان بطلاً شجاعاً معروفاً بالإقدام كثير الرباط.
وفيها توفي أبو محمد عبد الله بن عبد الحكم الفقيه المالكي البصري انتهت إليه رئاسة الطائفة المالكية بعد أشهب، روى عن مالك الموطأ سماعاً، وكان من ذوي الأموال والرياع، وله جاه عظيم وقدر كبير، ويقال أنه دفع للإمام الشافعي عند قدومه إلى مصر ألف دينار من ماله، وأخذ له من تاجر ألف دينار، ومن رجلين آخرين ألف دينار، وهو والد أبي عبد الله محمد صاحب الإمام الشافعي وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى وأجل ما روى بشر بن بكير قال: رأيت مالك بن أنس في النوم بعدما مات بأيام، فقال: إن ببلدكم رجلاً يقال له ابن عبد الحكم خذوا عنه فإنه ثقة والله أعلم.
[خمس عشرة ومائتين]
فيها توفي الحافظ إسحاق بن عيسى بن الطباع البغدادي، وفيها توفي العلامة أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري البصري اللغوي، قال أصحاب التاريخ: كان من أئمة الأدب، وغلبت عليه اللغات النوادر والغريب، وكان ثقة في روايته.
وقال أبو عثمان المازني: رأيت الأصمعي، وقد جاء إلى حلقة أبي زيد المذكور، فقبل رأسه، وجلس بين يديه، وقال: أنت أديبنا وسيدنا منذ خمسين سنة.
وكان الإمام سفيان الثوري يقول: أما الأصمعي فأحفظ الناس، وأما أبو عبيدة فأجمعهم، وأما أبو زيد الأنصاري فأوثقهم.
وكان النضر بن شميل يقول: كنا ثلاثة في كتاب واحد، أنا وأبو زيد الأنصاري وأبو محمد اليزيدي، وكان أبو زيد المذكور له في الأدب مصنفات مفيدة منها:" كتاب اللغات "، و " كتاب النوادر "، و " كتاب خلق الإنسان "، و " كتاب الإبل "، و " كتاب الوحوش "، و " كتاب المصادر "، و " كتاب الفرق "، و " كتاب المياه "، و " كتاب حسن في البيان "، جمع فيه أشياء غريبة و " كتاب غريب الأسماء " وغير ذلك جميعها يقارب عشرين مصنفاً.