في أولها كبا الفرس بالملك الظاهر، فانكسرت فخذه، وحدث له منها عرج.
وفيها توفي خطيب القدس كمال الدين أحمد بن نعمة النابلسي؛ كان صالحاً متعبداً متزهداً.
وفيها توفي الشيخ القدوة الكبير إسماعيل الكوراني صاحب صدق وتحقيق وورع دقيق. ملتفت إليه بالإشارة، والقصد بالزيارة.
وفيها توفي الفاضل العلامة المعروف بأبي شامة لشامة كبيرة فوق حاجبه.
عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي الإسكندرية، ثم الدمشقي الشافعي المقرئ النحوي المؤرخ، قرأ القراءات، وأتقنها على السخاوي، وسمع الحديث من جماعة، وأتقن الفقه وبرع فيه وفي النحو، وصنف كتباً جمة، فمن ذلك كتاب " البسملة " في مجلد كبير نصر فيه المذهب وكتاب " الروضتين في الدولتين النووية والصلاحية " واختصر تاريخ دمشق ابن عساكر في خمسة عشر مجلداً ضخاماً، ثم اختصره في خمس مجلدات، وكتاب " شرح الشاطبية "، وهو في غاية الجودة، ونظم مفصل الزمخشري، وكتب عديدة أخرى، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، وكان متواضعاً خيراً رحمه الله تعالى.
وفيها توفي ابن بنت الأعز قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن خلف المصرفي الشافعي. صدر الديار المصرية ورئيسها، كان ذا ذهن ثاقب، وحدس صائب، ونزاهة متثبت في الأحكام، روى عن جعفر الهمداني، وتوفي في السابع والعشرين من رجب.
وفيها توفي ابن القسطلاني الشيخ تاج الدين علي ابن الشيخ الزاهد القدوة أبي العباس أحمد بن علي القيسي المصرفي المالكي المفتي، سمع بمكة من طائفة كثيرة، ودرس بمصر، وولي مشيخة الكاملية إلى أن توفي في سابع شوال، وله سبع وسبعون سنة قلت: هذا الملقب بتاج الدين كما ترى، وليس هو قطب الدين بن القسطلاني، وقد يشتبه ذلك على من ليس عنده علم، فإنهما مشتركان في أوصاف متعددة، وكلاهما ابن القسطلاني، وكلا أبويهما اسمه أحمد وأبو العباس كنيته، وكلاهما زاهد وعالم ومصري ومالكي، وكلا الوالدين عالم ومدرس ومفتي وشيخ الحديث في الكاملية، ولكن قطب الدين متأخر يأتي في سنة ست وثمانين، فهو أجل الرجلين قدراً وأشهرهما ذكراً.