وفيها توفي أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد ألفالكي المقرىء. وفيها توفي سلمان ما وراء اللهر خاقان محمود بن محمد التركي، ابن بنت السلطان ملك شاه السلجوقي.
[سنة سبع وخمسين وخمس مائة]
فيها حج إلىكب العراقي، وحيل بينهم وبين البيت إلا شرذمة يسيرة، ورجع الناس بلا طواف. وفيها توفي أبو مروان عبد الملك بن زهير الإشبيلي طبيب عبد المؤمن وصاحب
التصانيف. وفيها توفي الشيخ الكبير الولي الشهير ذو الفتح الظاهر وألفال ألفاهر، والمعارف والأسرار، والكرامات والأنوار، والمقامات العلية والمواهب السنية، والأنفاس الصادقة والآيات ألفارقة: عدي بن مسافر الشامي ثم آلهكاري الزاهد. صحب الشيخ عقيلاً المنبجي والشيخ حماد الدباس، وإليه ينتسب ألفائفة العدوية. سار ذكره في البلاد، وتبعه خلق كثير، وعظم فيه الاعتقاد، وانقطع إلى جبل آلهكارية من أعمال الموصل، وبنى هناك زاوية، مال إليه أهل تلك النواحي ميلاً عظيماً، وقبره عندهم من المنارات المعدودة والمشاهد المقصودة - رضي الله تعالى عنه، ونفعنا به وبجميع الصالحين. وله كرامات كريمة وآيات عظيمة، منها أن بعض أصحابه كان مختلما بنفسه في بعض الصحارى، فقال له: يا سيدي، أشتهي الانقطاع في هذا المكان، فلو كان عندي ماء أشرب منه، وما أقتات به، فقام الشيخ إلى صخرتين كانتا هنالك، فوكز إحداهما فانفجرت منها عين ماء حلو عذب، ووكز الآخرى فنبتت فيها في الوقت شجرة رمان، وقال لها: أيتها الشجرة؛ أنبتي بإذن الله تعالى يوماً رماناً حلواً، ويوماً رماناً حامضاً، فقال صاحبه: وهو إسرائيل بن عبد المقتدر فأقمت هنالك سنين آكل من تلك الشجرة رماناً يوماً حلواً ويوماً حامضاً أحسن رمان وأطيبه في الدنيا. وفيها توفي الشيخ الإمام المحدث شيخ المحدثين سراج الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن حمير اليمني آلهمداني. روى عن جماعة كثيرين، وروى عنه الإمام يحيى بن أبي