وفيها توفي الشيخ نجم الدين ابن الحكيم عبد الله بن محمد الحموي الصوفي، كان زاوية بحماة، وفيه أخلاق حميمة، وتواضع وخدمة للفقراء. صحب الشيخ إسماعيل الكوراني، وتوفي بدمشق اتفاقاً، فدفن بمقابر الصوفية.
وفيها توفي الشيخ عبد السلام بن أحمد ابن الشيخ القدوة غانم بن علي المرسي الواعظ أحد المبرزين في الوعظ، والنظم والنثر.
وفيها توفي السلطان الملك السعيد ناصر الدين أبو المعالي محمد ابن الملك الظاهر، وكان كريماً حسن الطباع فيه عدل ولين وإحسان ومحبة للخير خلوه من الأمر كما تقدم مات بقلعة كرك، ثم نقل بعد سنة ونصف إلى تربة والده، وتملك بعد الكرك أخو خضر.
[سنة تسع وسبعين وست مائة]
فيها تحارب المصريون والشاميون، وقاتل سنقر الأشقر بنفسه قتالاً ظهرت في شجاعته. لكن خامر عليه كثر عسكره وخذلوه، وبقي في طائفة قليلة، فانصرف ولم يتبعه أحد، ونزل المصريون في خيام الشاميين، وحكم مقدم مهنا بدمشق، وسار سنقر إلى الرحبة، وجاء تقليد دمشق لحسام الدين لاجين المنصوري وجعل للسفح من السلطان عمن قام مع سنقر، ثم توجه هو إلى سواحل الشام، فاستولى على بلدان كثيرة، ثم بعد أيام وصلت التتار إلى حلب، فماتوا ووضعوا السيف، ورموا النار في المدارس، وأحرقوا منبر الجامع، وأقاموا يومين، ثم ساقوا المواشي والغنائم.
وفي آخر السنة سار السلطان إلى الشام غازياً فنزل قريباً من عكا، فخضع له أهلها، وراسلوه في الهدنة، وجاء إلى خدمته عيسى بن مهنا، وصفح عنه وكرمه.