وله عدة تصانيف ممتعة في الأدب و " كتاب الجليس والأنيس " تصنيفه. وروى عن الفقيه عبد الباقي أنه كان يقول: إذا حضر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها، ولو أوصى رجل بشيء أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إليه.
[إحدى وتسعين وثلاثمائة]
فيها توفي الحسين المعروف بابن الحجاج الشاعر، له ديوان شعر في عشر مجلدات، تولى حسبة بغداد، وقيل إنه عزل بأبي سعيد الاصطخري الإمام الشافعي. ومن شعره:
يا صاحبي استيقظا من رقدة ... تزري على عقل اللبيب الأكيس
هذي المجرة والنجوم كأنها ... نهر تدفق في حديقة نرجس
وفيها توفي الفقيه إمام أهل الظاهر في عصره أبو الحسن عبد العزيز بن أحمد الخوزي بالخاء المعجمة والزاي قال عبد الله الضميري: ما رأيت فقيهاً أنظر منه ومن أبي حامد الأسفراييني الشافعي.
وفيها توفي حسام الدولة مقلد بن المسيب بن رافع العقيلي، صاحب الموصل تملكها بعد أخيه، قتله غلام له، ورثاه الشريف الرضي وأبو القاسم بن أحمد الشيباني.
[اثنتين وتسعين وثلاثمائة]
فيها زاد أمر الشطار، وأخذوا الناس ببغداد نهاراً جهاراً، وقتلوا وبدعوا وأضلوا بعد ذلك ببعض، وكثروا، وصار فيهم هاشميون، فسير بهاء الدولة وكان غائباً عميد الجيوش إلى العراق ليسوسها، فقتل وصلب ومنع السنة والشيعة من إظهار مذهب، وقامت الهيبة.
وفيها توفي الفقيه أبو محمد عبد الله بن إبراهيم المغربي، وكان عالما بالحديث، رأساً في الفقه. قال الدارقطني: لم أر مثله.
وفيها توفي أبو عبد الرحمن بن أبي شريح: محمد الأنصاري، محدث هراة.
وفيها توفي أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي النحوي. كان إماما في العربية، صاحب تصانيف في النحو والعروض والقوافي، وشرح ديوان المتنبي، لازم أبا علي