بالشعر، ويجيزعليه، ثم عمل عليه حتى وقع في قبضة التتار، وذهبوابه إلى ملكهم هولا فأكره، فلمابلغه كسرجيشه علىعين جالوت غضب، وتنمروأمربقتله فتذلل له، فأمسك عن قتله، فلما بلغه كسر جيشه مرة أخرى استشاط عدو الله، وأمر بقتله، وقتل أخيه الظاهر، وكان شابًا حسن الشكل، مليح الخلق.
[سنة ستين وست مائة]
فيها أخذت التتار الموصل بخديعة بعد حصار أشهر، وضعوا السيف في المسلمين تسعة أيام، وأسرواصاحبها الملك الصالح إسماعيل، ثم قتلو، بعد أيام، وقتلوا ولده علاء الملك.
وفيها عدم المستنصر بالله أحمد بن الظاهر بأمر الله العباسي الأسودقدم مصر، وعقدوا له مجلس فائد يؤانسه، ثم بدأ الملك الظاهر بمبايعته، ثم الأعيان على مراتبهم، فلقب بلقب أخيه صاحب بغداد، ثم صلىبالناس يوم الجمعة، وخطب، ثم ألبسه السلطان خلعةبيده وطوقه، وأمر له بكتابة تقليد الأمر، وركب السلطان بتلك الخلعة، وزينت القاهرة، وهو الثامن والثلاثون من خلفاء بني العباس، وكان جسيمًاشجاعًاعالي الهمة، ورتب له السلطان أتابك أستاذ داروحاجب، وكاتب انشاء، وجعل له خزانةومائه فرس، وثلاثين بغلاً، وستين جملاً، وعدة مماليك فلما قدم دمشق وسار إلى العراق استماله الحاكم بأمر الله العباسي، أنزله معه في دهليزه، ثم دخل المستنصرهيت، ثم التقى المسلمون التتار، فانهزم التركمان والعرب، وأحاطت التتار بعسكر المستنصر، فحرقواوساقوا، فنجا طائفةمنهم الحاكم، وقتل المستنصر، وقيل: عدم ولم يعلم ما جرى له، وقيل: قتل ثلاثة من التتار، ثم تكاثروا عليه، واستشهدوا رحمه الله تعالى.
وفيهاتوفي الشيخ الفقيه العلامةالإمام المفتي المدرس القاضي الخطيب سلطان العلماء، وفحل النجباء المقدم في عصره على سائر الأقران، بحر العلوم والمعارف والمعظم في البلدان، ذو التحقيق والاتقان والعرفان والإيقان. المشهود له بمصاحبة العلم والصلاح الجلالة والوجاهة والاحترام الذي أرسل النبي صلىالله عليه وآله وسلم إليه مع الولي الشاذلي بالسلام، مفتي الأنام وشيخ الإسلام، عز الدين عبد العزيزبن عبد السلام أبي القاسم السلمي الدمشقي الشافعي قال أهل الطبقات: سمع من عبد اللطيف بن أبي سعد، والقاسم ابن عساكر وجماعة، وتفقه على الإمام العلامة فخر الدين ابن عساكر، وبرع في،