وكراماتهم تحير المقول، وسيأتي ذكرهم مع غيرهم إن شاء الله تعالى، ولا مطمع في حصرهم، ولا عشر معشار العشر في ذكرهم، فإن شيوخ اليمن عصائب لا يحصيهم كاتب ولا حاصب كما بلغني عن صفوة زمانه الجميل المناقب، وبركة أوانه، ذي المحاسن والمواهب، علم الأعلام، وقدوة الأولياء الكرام، سامي المجد الأثيل أحمد بن موسى المعروف بابن عجيل نفعنا الله تعالى ببركته إنه قيل له: يا سيدي أرى الأولياء في سائر البلدان يذكرون في الكتب، فيقال: فلان البلخي، وفلان البغدادي، وفلان الشامي وفلان المصري، ولا يذكر أهل اليمن، فقال: إنما لم يذكروا لكثرتهم، فإنهم عصائب، وكذلك منعني عام الاطلاع من ذكر تاريخ موت ناس كثير من أولي الفضل، والوصف الحسن ممن أدركت، وممن لم أدرك من غير أهل اليمن.
[ذكر جماعةمن مشاهيراليمن]
من كبار قدماء اليمن وأوليائهم ورؤسائهم وعلمائهم مجموعين، وإن كان قد مضى ذكرهم متفرقين.
فمنهم السادة الأجلاء، والنخبة الأصفياء أبو موسى الأشعري الصحابي رضي الله تعالى عنه، وأويس القرني وأبو مسلم الخولاني، وطؤس، وعمرو بن دينار، ووهب بن منبه، والإمام الحافظ عبد الرزاق الصنعاني، والإمام الشعبي رحمهم الله تعالى أصله من اليمن، وذو الكلاع الحميري والأشعث بن قيس الكندي، وعمرو بن معد يكرب، ومن بعد هؤلاء الجلة الكبار خلائق ليس لعددهم انحصار، وإلى ذلك أشرت بقولي في بعض الأشعار:
عصائب لا يحصى مدى الدهر عدها ... ومن ذاك يحصي للحصى والجنادل
فكم في التهايم والجبال وفي القرى ... من اليمن الميمون كم في السواحل
ذكر أول من أظهر مذهب الإمام الشافعي في اليمن من الفقهاء الجلة.
فمنهم الإمام العلامة موسى بن عمر ابن المعافري.
ومنهم الفقيه الإمام عبد الله بن علي المرادي، سمع من أبي زيد المروزي في ذمار بفتح الذال المعجمة، وفي آخره راء، ورحل إلى مكة، وسمع بها في سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.
ومنهم الفقيه الإمام زيد بن عبد الله اليفاعي، والشيخ الإمام الجليل محمد بن عبدويه، المدفون في جزيرة كمران، وممن نشر المذهب المذكور أيضاً بنو عقامة في زبيد، وممن