وفيها توفي أبو الليث نصر بن القاسم البغدادي الفرائضي، وكان ثقة.
[خمس عشرة وثلاث مائة]
فيها نازلت القرامطة الكوفة، فسار يوسف ابن أبي الساج، فالتقاهم، فأسر يوسف، وانهزم عسكره، وقتل منهم عدة. وسار القرمطي إلى أن نزل غربي الأنبار، فقطع المسلمون الجسر، فأخذ يتحيل في العبور، ثم عبر، وخرج نصر الحاجب ومؤنس، فعسكروا بباب الأنبار، وخرج أبو الهيجا ابن حمدان وإخوته، ثم رده القرامطة، فما صبر العسكر عليهم، ووقع عليهم الخذلان، وما كانت القرامطة سوى ألف وسبعمائة من فارس وراجل، والعسكر كانوا أربعين ألف فارس. ثم إن القرمطي قتل ابن أبي الساج وجماعة معه، وأشار إلى " هيت "، فبارز العسكر، ودخل الوزير علي بن عيسى على المقتدر وقال: قد تمكنت هيبة هذا الكافر من القلوب، فخاطب السيدة في مال تنفقه في الجيش، وإلا فمالك إلا أقاصي خراسان، فأخبر أمه بذلك، فأخرجت خمسمائة ألف دينار، وأخرج المقتدر ثلاث مائة ألف دينار. ونهض ابن عيسى في استخدام العساكر، وجددت على بغداد بخنادق، وعدمت هيبة المقتدر من القلوب، وشتمته الجند.
وفيها توفي الحافظ صاحب التصانيف أحمد بن علي بن الحسين الرازي النيسابوري.
وفيها توفي أبو الحسن الأخفش الصغير علي بن سليمان البغدادي النحوي، أخذ عن ثعلب والمبرد، وروى عنه المرزباني وأبو الفرج المعاني وغيرهما. وكان ثقة، قال المرزباني: لم يكن بالمتسع في الرؤية للأخبار، والعلم بالنحو، وما علمته صنف شيئاً البتة، ولا قال شعراً، وكان إذا سئل عن مسألة في النحو ضجر وانتهر من يسأله.
وقال أبو الحسن بن سنان: كان يواصل المقام عند أبي علي بن مقلة، وأبو علي يراعيه ويبره، فشكا في بعض الأيام ما هو فيه من شدة الفاقة، فسأله أن يعلم الوزير علي بن عيسى حاله، ويسأله إقرار رزق في جملة من يرتزق من أمثاله، فعرف الوزير أبو علي اختلال حاله، وتعذر الوقوف عليه في أكثر أيامه، وسأله أن يجري عليه رزقاً فانتهره الوزير انتهاراً شديداً في مجلس حافل، فشق على ابن مقلة ذلك، وقام من مجلسه، وصار إلى منزله لإيماء نفسه. ووقف الأخفش على الصورة المذكورة فاغتنم بها، وانتهت به إلى الحال التي