غياث الدين، وعمره عشر سنين.
وفيها توفي الضياء الطوسي الإمام العلامة شارح الحاوي الصغير، والمختصر في الأصول الشيخ ضياء الدين عبد العزيز بن محمد الطوسي، وكان فاضلاً درس في دمشق في التجيبية، ثم توفي بها رحمه الله تعالى.
؟
[سنة سبع وستين وست مائة]
فيها نزل السلطان على حربة اللصوص، ثم ركب وساق في البريد سراً إلى مصر، فأشرف على ولده السعيد، وكان قد استنابه بمصر، ثم رد إلى الحربة، وكانت الغيبة أحد عشر يوماً أوهم فيها أنه متمرض في المخيم.
وفيها توفي الإمام العلامة مجد الذين طي بن وهب القشيري المالكي شيخ أهل الصعيد ونزيل قوص والد الإمام المشهور المشكور، تقي الدين ابن دقيق العيد، وكان جامعاً لفنون من العلم، موصوفاً بالصلاح والتأله معظماً في النفوس روى عن غير واحد.
[سنة ثمان وستين وست مائة]
فيها تسلم الملك الظاهر حصون الإسماعيلية، وقرر على زعيمهم حسن بن الشعراني أن يحمل كل سنة مائة ألف وعشرين ألفاً، وولاه على الإسماعيلية وفيها بطلت الخمور بدمشق، وقام في تبطيلها الشيخ خضر شيخ السلطان قياماً كلياً، وكبس دور النصارى واليهود، حتى كتبوا على أنفسهم بعد القسامة أنه لم يبق عندهم منها شيء.
وفيها توفي وقيل: في سنة خمس وستين الفقيه الإمام العلامة البارع المجيد الذي ألين له الفقه كما ألين لداود الحديد الشيخ نجم الدين عبد الغفار القزويني الشافعي أحد الأئمة الأعلام، وفقهاء الإسلام، مصنف الحاوي المشتمل على الأسلوب الغريب، والنظم العجيب المطرب في صنعته كل لبيب الذي قلت فيه القصيدة الموسومة بالحلاب الحالي في مدح الحاوي، وهي:
لله ماذا حوى الحاوي مع الصغر ... من الملاح العوالي الخرد الغرر
ألفاظه ومعانيه جلت وعلت ... أحلى وأغلى من الحلاب والدرر
كم من صغير كبير القدر مشتهر ... وكم كبير صغير غير مشتهر
هو الصغير الكبير القدر كم كتب ... قد فاق من كل مبسوط ومختصر
ما طاعن فيه يقوي أن يعارضه ... لو عاش ما عاش نوح فيه من عمر
ما ينقم الخصم إلا أنه عسر ... وكل عالي المعاني شاع بالعسر