للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

انتخع من قومه أي بعد عنهم. وفيها توفي حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، سمع من خاله عثمان وهو صغير، وكان عالماً فاضلاً مشهوراً مشكوراً.

[سنة ست وتسعين]

فيها قلع الله قرة بن شريك القيسي أمير مصر، قيل كان ظالماً فاسقاً إذا انصرف الصناع من بناء جامع مصر دخله فدعا بالخمر والملاهي، ويقول لنا الليل ولهم النهار. وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله فيما روي عنه الوليد بالشام والحجاج بالعراق وقرة بمصر وعثمان بن حيان بالحجاز امتلأت والله الأرض جوراً. وفيها توفي خليفتهم الوليد بن عبد الملك، وكان مع ظلمه كثير التلاوة للقرآن، قيل كان يختم في ثلاث، ويقرأ في رمضان سبع عشرة ختمة، وعظمت سعادته في الدنيا، ونجاح أشياء من أمور الدين منها: أنشأؤه جامع دمشق وافتتاح بلاد الهند في أيامه وبلاد الترك والأندلس وكثرة الصدقات، وجاء عنه أنه قال: لولا ذكر الله فعل قوم لوط في القرآن ما ظننت أن أحداً يقتله. وفي آخرها قتل قتيبة بن مسلم الباهلي أمير خراسان بعدما وليها عشر سنين، قبل خلع سليمان بن عبد الملك فقتلوه، وكان بطلاً شجاعاً شهماً مقداماً هزم الكفار غير مرة وافتتح خوارزم وسمرقند وبخارى وقد كانوا كفروا، وكذلك فتح فرغانة بالفاء والغين المعجمة والنون، فلما مات الوليد بن عبد الملك وتولى أخوه سليمان، خافه قتيبة، فخرج عليه وأظهر الخلاف، وكان قتيبة قد عزل وكيع بن أبي الأسود عن رياسة بني تميم، فحقد عليه وكيع وسعى في تأليب الجند سراً ثم عرج عليه فقتله مع أحد عشر من أهله وفي قتله يقول جرير.

ندمتم على قتل الأعز ابن مسلم ... وأنتم إذا لاقيتم الله أندم

لقد كنتم في غزوة في غيمة ... وأنتم لمن لاقيتم اليوم مغنم

على أنه أفضي إلي حور جنة ... ويطبق بالبلوى عليكم جهنم

والباهلي نسبة إلى باهلة القبيلة المشهورة، وكانت العرب تستنكف من الانتساب إليها حتى قال الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>