ولو لم يكن إلا ابن ادريس وحده ... كفاه على أن السعادة أرزاق
وفي السنة المذكورة توفي خالد بن عبد الله الواسطي الحافظ المعروف بالطحان، قال إسحاق الأزرق: ما أدركت أفضل منه، وقال أحمد كان ثقة صالحاً، بلغني أنه اشترى نفسه من الله ثلاث مرات. وفيها توفي سلام بن سلم، احد الحفاظ الأثبات، وفي رمضان منها توفي امام أهل البصرة أبو إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم، سمع أبا عمران الجوني وأنس بن سيرين وطبقتهما. وقد تقدم قول عبد الرحمن بن مهدي: ائمة الناس أربعة: الثوري بالكوفة ومالك بالحجاز وحماد بن زيد بالبصرة والأوزاعي بالشام. وقال يحيى بن يحيى التميمي: ما رأيت شيخاً أحفظ من حماد بن زيد، وقال أحمد العجلي حماد بن زيد ثقة، كان حديثه أربعة آلاف حديث يحفظها، ولم يكن له كتاب. وقال ابن معين: ليس أحد أثبت من حماد بن زيد.
[سنة ثمانين ومائة]
فيها كانت الزلزلة العظمى التي سقط منها رأس منارة الاسكندرية، وفيها نزل الرشيد الرقة، واتخذها وطناً. وفيها توفي حفمى بن سليمان قارىء الكوفة وتلميذ عاصم، وقد حدث عن علقمة بن مرثد وجماعة، وعاش تسعين سنة، رحمة الله عليه. وفيها توفي محدث البصرة بعد حماد بن زيد عبد الوارث بن سعيد الحافظ، اخذ عن أيوب السختياني وطبقته، رحمة الله عليهم. وفيها توفي مبارك بن سعيد، اخو سفيان الثوري، وفقيه مكة: ابو خالد مسلم بن خالد الزنجي أحد شيوخ الإمام الشافعي، عاش ثمانين سنة، روى عن ابن أبي مليكة والزهري وطائفة، قال أحمد بن محمد الأزرقي كان فقيهاً عابداً يصوم الدهر، يلقب بالزنجي في صغره، وكان أشقر. وفيها توفيت الولية الكبيرة العارفة بالله الشهيرة ذات المقامات العلية والأحوال السنية: