فيها وقيل في التي تليها: توفي أبو غالب أحمد بن محمد الهمداني العدل، وأبو القاسم اسماعيل بن الحسين القريض، والفضل بن محمد القشيري النيسابوري الصوفي، وأبو سعد المعمر بن علي البغدادي، الحنبلي الواعظ المفتي، كان يبكي الحاضرين ويضحكهم، وله قبول زائد وسرعة جواب، وحدة خاطر وسعة دائرة، روى عن ابن غيلان وأبي محمد الجلال.
في المحرم منها التقى عسكر دمشق والجزيرة، وعسكر الفرنج بأرض طبرية وكانت وقعة مشهورة قتلهم المسلمون فيها قتلاً ذريعاً، وأسروهم، وممن أسر ملكهم ابن صاحب القدس، لكن لم يعرف، فبذل شيئاً للذي أسره، فأطلقه، ثم أنجدهم عسكر أنطاكية وطرابلس، ورد المنهزمون، فثبت لهم المسلمون، وانحاز أعداء الله إلى جبل، ورابط الناس بإزائهم يرمونهم، وأقاموا كذلك سبعة وعشرين يوماً، ثم سار المسلمون فنهبوا بلاد الفرنج وضياعهم ما بين القدس إلى عكا، وردت عساكر الموصل، وتخلف مقدمهم مودود بدمشق، وأمر العساكر بالقدوم في الربيع، فوثب على مودود باطني يوم جمعة، فقتله، وقتل الباطني. وفيها توفي أبو بكر الحلواني أحمد بن علي بن بدران، وكان ثقة متعبداً زاهداً، روى عن القاضي أبي الطيب الطبري وطائفة. وفيها توفي رضوان صاحب حلب ابن تاج الدولة السلجوقي، ومنه أخذت الفرنج أنطاكية، وملكوا بعده ابنه ألب أرسلان الأخرس. وفيها توفي أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي السهروردي ثم البغدادي الحافظ، نسخ ما لا ينحصر من التفسير والحديث والفقه لنفسه وللناس، حتى إنه كتب شعر ابن الحجاج سبع مرات. وفيها توفي الشاشي المعروف بالمستظهري: فخر الإسلام أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين شيخ الشافعية، كان فقيه وقته، تفقه أولاً على أبي عبد الله محمد بن بيان الكازروني