لهم مع وجوب مقاطعتهم، والبغض لهم، والثالث إغراؤه لهم على الاشتغال، والعمل بما فيها، وقد نص أئمتنا على أنها تتلف قال: وكان في كل فن من الفنون المذكورات كأنه لم يعرف سواه لقوته فيه. قال: وبالجملة فإن مجموع ما كان يعلمه من العلوم لم يسمع من أحد ممن تقدمه أنه كان قد جمعه حتى حكي عن أثير الدين ابن الأبهري صاحب التعليقة في الخلاف والزيج والتصانيف المشهورة أنه قال: ما دخل إلى بغداد مثله.
قال ابن خلكان: وكان قد اشتغل عليه حينئذ بشيء من الخلاف، فقلت له: يا سيدي كيف تقول كذا؟ قال: يا ولدي ما دخل إلى بغداد مثل أبي حامد الغزالي، وما بينه وبينه نسبة وأقسم على ذلك. قال: وكان الأثير على جلالة قدره في العلوم يأخذ الكتاب، ويجلس بين يديه، ويقرأ عليه والناس إذ ذاك يشتغلون في تصانيف الأثير، قال: ولقد شاهدت هذا بعيني انتهى.
قلت: هيهات أن يلحق بحجة الإسلام، وعلم العلماء الأعلام، والذي باهى به نبينا موسى وعيسى عليه وعليهما أفضل الصلاة والسلام، والذي إقحام الفرق عنده أيسر من شرب الماء من الموحدين والملحدين والحكماء.
إمام الهدى المنبني على الفضل منشدا ... سبوقًا على المهر الأغر المحجل
غزلت لهم غزلاً دقيقًا، فلم أجد ... لغزلي نساجًا، فكسرت مغزلي
[سنة أربعين وست مائة]
فيها توفي صاحب المغرب الرشيد أبو محمد ابن المأمون صاحب مراكش والمستنصر بالله أبو جعفر منصور بن الظاهر بأمر الله محمد العباسي، كان محمود السيرة، فلما توفي بويع ولده المعتصم بالله.
وفيها توفيت جمال النساء بنت أحمد بن أبي سعيد الغراف بالغين المعجمة والراء والفاء البغدادية، سمعت من غير واحد من الشيوخ.
[سنة إحدى وأربعين وست مائة]
فيها حكمت التتار على بلد الروم، وألزم صاحبها ابن أخيه علاء الدين بأن يحمل لهم كل يوم ألف دينار، ومملوكاً وجاريةً وفرساً، وكلب صيد.
وفيها توفي السلطان ابن محمود البعلبكي صاحب الأحوال والكرامات، أحد أصحاب الشيخ عبد الله اليونينى بالمثناة من تحت مكررة قبل الواو، وبين النونين وياء للنسبة. وفيها توفيت أم الفضل كريمة بنت عبد الوهاب القرشية الزبيرية مسندة الشام، روت