كرامات قلت: قد ذكرت في غير موضع من هذا الكتاب غيظ الذهبي عن الصوفيه وتعريضه بالقدح فيهم وما على البدر إن قالوا به كلف، وهذا مع اعترافه بأن الشيخ المذكور كان من ذوي الكشف والأحوال والكرامات المخصوص بها أولى القرب والنوال نفعنا الله تعالى بعباده الصالحين، وأعاد علينا من بركاتهم أجمعين.
[سنة عشرين وست مائة]
وفيها توفي شيخ الشافعية بالشام في عصره أبو منصور عبد الرحمن بن محمد المعروف بفخر الدين ابن عساكر ابن أخي الإمام الحافظ أبي القاسم علي ابن عساكر. صاحب تاريخ دمشق لما، وخرج من بينهم جماعة من العلماء والرؤساء كان إمام وقته في علمه ودينه تفقه ودرس بالقدس زمانًا وبدمشق، واشتغل عليه خلق كثير، وتخرجوا عليه، وصاروا أئمة فضلاء: وكان مسددًا في الفتاوى، وكان لا يمل الناظر من رويته بحسن سمته واقتصاده في لباسه ولطفه، ونور وجهه، وكثرة ذكره الله عز وجل. عرض المعظم عليه القضاء فامتنع، وله مصنفات في الفقه لم تنشر. توفي في رجب، وله سبعون سنة قال ابن خلكان: وزرت قبره مرارًا بمقابر الصوفية ظاهر دمشق.
وفيها توفي صاحب المغرب السلطان المستنصر بالله أبو يعقوب يوسف بن محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن القيسي. ولي الأمر عشر سنين بعد أبيه، ومات شابأ ولم يعقب.
وفيها توفي الشيخ موفق الدين المقدسي أحد الأئمة الأعلام عبد الله بن أحمد بن محمد ابن قدامة الحنبلي صاحب التصانيف حفظ القرآن، وتفقه، ثم ارتحل إلى بغداد فأدرك الشيخ عبد القادر رضي الله عنه، وسمع منه ومن جماعة، وانتهت إليه معرفة المذهب وأصوله كان تقيًا ورعًا زاهدًا مستغرق الأوقات في العلم والعمل، وقال بعض الأئمة: رأيت الإمام أحمد في النوم، فقال: ما قصر صاحبكم الموفق في شرح الخرقي قال الرائي: المنام المذكور، وسمعت الشيخ أبا عمر وابن الصلاح المفتي يقول: ما رأيت مثل الشيخ الموفق.
[سنة احدى وعشرين وست مائة]
فيهااستولى السلطان جلال الدين الخوارزمي على بلاد أذربيجان وراسله الملك