المسلمون، وأنكر عليه الإمام عز الدين بن عبد السلام، وأبو عمر ابن الحاجب، فسجنهما وعزل ابن عبد السلام من خطابة دمشق، وفيها ولي القضاء الرفيع الجيلي.
وفيها توفي محيي الدين ابن العربي أبو بكر محمد بن علي الطائي الحاتمي المرسي الصوفي نزيل دمشق صاحب التصانيف قلت: هذه ترجمة الذهبي، ثم زاد قال: قدوة القائلين بوحدة الوجود ولد سنة ستين وخمس مائة، روىعن ابن بشكوال وطائفة، وتنقل إلى البلاد، وسكن الروم مدة ثم قال: وقد اتهم بأمر عظيم.
قلت: فترجمته هذه وكلامه فيها إشارة إلى ما يعتقد فيه كثير من الفقهاء من الطعن العظيم والقدح وبضد ذلك مدح طائفة من الصوفية له، وقليل من الفقهاء، فحموه تفخيماً عظيماً، ومدحوا كلامه مدحاً كريمًا، ووصفوه بعلو المقامات، وأخبروا عنه ما يطول ذكره من الكرامات، وله أشعار لطيفة غريبة، وأخبار ونوادر طريفة عجيبة، وأعظم ما يطعن الطاعنون فيه بسبب كتابه الموسوم بفصوص الحكم وبلغني أن الإمام العلامة ابن الزملكاني شرح كتابه المذكور، ووجهه توجيهًا نفى عنه ما يظن من المحظور، ويخشى من الوقوع في المحذور.
وأخبرني بعض العلماء الصالحين ممن له ذوق، وفهم حميدان كلام ابن العربي المذكور له تأويل بيعد، وقد قيل: إنه اجتمع هو والإمام شهاب الدين السهروردي، ونظر كل واحد إلى صاحبه، وافترقا من غير كلام، فسئل عن الشيخ شهاب الدين، فقال: مملوسنة من قرنه إلى قدمه، وسئل عنه شهاب الدين فقال: بحر الحقائق قلت: وقد ذكرت له في بعض كتبي أن كل من اختلف في تكفيره، فمذهبي فيه التوقف، ووكول أمره إلى الله تعالى.
[سنة تسع وثلاثين وست مائة]
وفيها توفي الإمام النحوي أحمد بن الحسين المعروف بابن الخباز الإربلي، ثم الموصلي الضرير صاحب التصانيف الأدبية.
وفيها توفي القاضي العلامة الملقب عماد الدين المكنى أبو المعالي عبد الرحمن بن مقبل الواسطي الشافعي وفيها توفي الإمام العلامة أبو الفتح الملقب بالكمال موسى بن