وفي السنة المذكورة ذبح ابن الفرات وولده المذكوران، ويقال عنه أنه كانت الأعراب كبسوا بغداد، ولما ولي الوزارة في سنة أربع وثلاثمائة خلع عليه سبع خلع، كان يوماً مشهوداً بحيث أته سقى من داره في ذلك اليوم والليلة أربعين ألف رطل ثلج.
وفيها توفي سلمة بن عاصم الضبي الفقيه صاحب ابن سريج، أحد الأذكياء. صنف الكتب، وهو صاحب وجه، وكان يرى تكفير تارك الصلاة. وأبوه وجده من أئمة العربية.
[ثلاث عشرة وثلاث مائة]
فيها سار الركب العراقي ومعهم ألف فارس، فاعترضهم القرمطي بزبالة، وناوشهم القتال، فرد الناس ولم يحجوا، ونزل القرمطي على الكوفة، فقاتلوه فغلب على البلد ونهبه، فندب المقتدر مؤنساً وأنفق في الجيش ألف ألف دينار.
وفيها توفي الإمام اللغوي العلامة أبو القاسم ثابت بن حزم السرقسطي. قال ابن الفرضي: كان مفتياً بصيراً بالحديث والنحو واللغة والغريب والشعر، عاش خمساً وتسعين سنة.
وفيها توفي عبد الله بن زيدان، قال محمد بن أحمد بن حماد الحافظ: لم تر عيني مثله، كان أكثر كلامه في مجلسه: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على طاعتك. وروي أنه مكث نحو ستين سنة، لم يضع جنبه على مضربه.
وفيها توفي الحافظ أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي مولاهم السراج، صاحب التصانيف. قال أبو إسحاق المزكي: سمعته يقول: ختمت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثنتي عشرة ألف ختمة، وضحيت عنه اثنتي عشرة ألف أضحية، قال محمد بن أحمد الدقاق: رأيت السراج يضحي كل أسبوع أو أسبوعين أضحية، ثم يجمع أصحاب الحديث عليها، ولقد ألف السراج مستخرجاً على صحيح مسلم، وكان أماراً بالمعروف ونهاء عن المنكر، عاش سبعاً وتسعين سنة.
[أربع عشرة وثلاث مائة]
لم يحج فيها أحد من العراق خوفاً من القرامطة، ونزح أهل مكة عنها خوفاً منهم،