والصفراوي، كان عارفاً بمذهب مالك راسخ القدم في العبادة والنسك سالكاً في محاسن المسالك، قال الذهبي: كان أشعرياً منحرفاً على الحنابلة، هذه عبارة فيها من الغض له ما فيها كما عرف من عادته من التنقيص من أئمة منهج الحق وسادته، وكانت وفاته في رمضان، ودفن بالقرافة، وشيعه أمم قدس الله روحه، قلت: وله مناقب مشهور ومشكورة.
[سنة أربع وثمانين وست مائة]
فيها توفي النسفي الإمام العلامة برهان الدين محمد بن محمد بن محمد الحنفي المتكلم صاحب التصانيف في الخلاف يتخرج به خلق، وطالت حياته. كان مولده في ست ست مائة.
وفيها توفيت ست الغرب أم الخير بنت يحيى الدمشقية الكندية، سمعت من مولاهم التاج الكندي، وحضرت سماع الغيلانيات على ابن طبرزد.
وفيها توفي الصائن مقرئ بلاد الروم المجود الضرير أبو عبد الله محمد البصري، قرأ القراءة، وكان بصيراً بمذهب الشافعي خيراً صالحاً.
وفيها توفي شبل الدولة الطواشي الأمير أبو المسك كافور الصوابي الصالحي خزندار قلعة دمشق، روى عن جماعة، وكان محباً للحديث عاقلاً ديناً.
وفيها توفي ابن شداد الرئيس المنشئ البليغ محمد بن إبراهيم الأنصاري، الحلبي الذي جمع السيرة للملك الظاهر، وجمع تاريخاً لحلب.
وفيها توفي الحراني الأمير ناصر الدين محمد ابن الافتخار، والي دمشق ومشيد الأوقاف، كان من عقلاء الرجال والبهائم مع الفضيلة والديانة والمروءة، الكاملة النافذة في الدولة استعفى من الولاية، فأعفي، ثم أكره على نيابة حمص، فلم تطل مدته بها، وتوفي فنقل إلى دمشق.
وفيها توفي الشيخ الجليل شرف الدين محمد بن الحسن الإخميمي، نزيل سفح قاسيون، كان صاحب توجه وتعبد وزهد، وللناس فيه عقيدة عظيمة.