وفي السنة المذكورة توفي الشيخ الجليل صاحب الأحوال والكرامات الشيخ علي المعروف بالخباز أحد مشايخ العراق قتل شهيداً.
وفيها توفي المقرىء العلامةمحمدبن أحمد الموصلي الحنبلي الذي اختصر الشاطبية، كان شابًا فاضلاً صالحًا محققًا، توفي بالموصل وعمره ثلاث وثلاثون سنة.
وفيها توفي الإمام أبوعبد الله محمدبن الحسن المغربي المقرىء صنف شرح شاطبية
قرأ على رجلين قرأ على الشاطبي، وكان فقيهًابارعاً عارفًا متفننًا متين الديانة جليل القدر تصدرللإقراء بحلب مدة.
وفيها توفي الوزيرالرافضي ابن العلقمي المتقدم ذكره محمد بن محمدالملقب مؤيد الدين، ولي وزارة العراق أربع عشرة سنة، وكان ذا حقد وغل على أهل السنة، قرر مع التتاز أمورًا كانت سبب دخولهم بغداد، ثم انعكس حاله وأكل يده ندمًا، وبقي بعد تلك الرتبة الرفيعة في حالة وضيعة، وصاحت امرأة به وهو ماريا ابن العلقمي أهكذا كنت في أيام أمير المؤمنين. وولي مع غيره وزارة التتار على بغداد بطريق الشركة، ئم مرض بعد قليل، ومات غمأ وتعبًا.
وفيها توفي الشيخ الصالح القدوة أبو زكريا يحيى بن يوسف الصرصري، الأصل البغدادي الضرير، وكان إليه المنتهى في معرفة اللغة وحسن الشعر، وديوانه مشهورومدائحه سائرة قيل، إنه قتل بعض التتار بعكازة، ثم استشهد.
وفيها توفي سفير الخلافة محيىالدين يوسف ابن الشيخ أبي الفرج عبد الرحمن المعروف بابن الجوزي، كان أستاذ دار المعتصم، كثير المحافظة، قوي المشاركة في العلوم، وافر الحشمة ضربت عنقه هو وأولاوده.
[سنة سبع وخمسين وست مائة]
فيها قبض غلمان المعز على ابن أستاذه الملك المنصور، وتسلطن ولقب بالملك المظفر لحاجة الوقت إلى ملك كاف.
وفيها توفي المحدث المعمر أبو العتاس أحمد بن محمد الفارسي نزيل القاهرة، وكان صالحاً عالمًاخيرًا، روى بالإجازة العامة عن أبي الوقت.