وخميس جده الأعلى، والجهني نسبة إلى جهينة القبيلة المعروفة من قضاعة، سكن في قرية من الموصل مجاور القرية التي فيها العين المعروفة بعين القيارة التي ينفع الاستحمام بها من ألفالج والرياح ألفاردة، وهي مشهورة في بر الموصل.
[سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة]
قال ابن الأثير: فيها نزل ألف وسبعمائة من الإسماعيلية على رزق كبير للتركمان، فأخذوه، فأسرع عسكر التركمان، فأحاطوا بهم، ووضعوا فيهم السيف، فلم ينج منهم إلا تسعة أنفس - والحمد لله -. وفيها توفي الفقيه ألفاضل الورع الزاهد عمر بن اسماعيل بن يوسف. أخذ عن الإمام زيد بن الحسن المهذب وأصول الفقه، وكان رفيق الإمام يحيى بن أبي الخير في رحلتهما إلى احاطة، ورويا عنه: غريب الحديث في اللغة لأبي عبيد، ومختصر العين للمافي، وغير ذلك، وكان فاضلاً إماماً في العربية. أخذ الإمام يحيى عنه ألفافي والجمل للزجاجي، وأخذ عنه محمد بن موسى العمراني: الناسخ والمنسوخ في القرآن لأبي جعفر الصفار. وفيها توفي مسند الدنيا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي ثم آلهروي الصوفي في الزاهد. كان مكثراً من الحديث عالي الإسناد، طالت مدته، فألحق الأصاغر والأكابر، سمع صحيح البخاري ومسند ألفارمي وعبد بن حميد بن جمال الإسلام ألفاؤدي في سنة خمس وستين وأربع مائة، وسمع من أبي عاصم الفضيلي ومحمد بن أبي مسعود ألفارسي وطائفة، وصحب شيخ الإسلام الأنصاري، وخدمه، وعمر ودخل بغداد، فازدحم الخلق عليه. وكان خيراً متواضعاً متودداً حسن السمت، متين الديانة محباً للرواية. وكانت ولادته بهراة في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، ووفاته ببغداد في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة في رباط فيروز، وصلي عليه بالجامع صلاة الشامة، وكان الإمام في تلك الصلاة شيخ الشيوخ الأكابر أبو محمد محيي الدين عبد ألفادر الجيلي - قدس الله روحه - وكان الجمع متوافياً، ودفن في الشونيزي في الدكة المدفون فيها الشيخ رويم، وهو اخر من روى في الدنيا