وفيها توفي الإمام أبو نعيم الفضل بن دكين محدث الكوفة الحافظ. قال ابن معين: ما رأيت أثبت من أبي نعيم وعفان، وقال أحمد: كان يقظان في الحديث عارفاً، وقام في أمر الإمتحان بما لم يقم به غيره، وكان أعلم من وكيع بالرجال وأنسابهم، ووكيع أفقه منه، وقال غيره لما امتحنوه: قال: والله، عنقي أهون من زري هذا، ثم قطع زره ورمى به.
وفيها توفي أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي الكوفي الحافظ رحمة الله تعالى عليه
[عشرين ومائتين]
فيها عهد المعتصم للأفشين على حرب بابك الخرمي الذي هزم الجيوش وخرب البلاد منذ عشرين سنة، فالتقى الأفشين بابك، فهزمه وقتل من الخرمية نحو الألف، وهرب بابك، ثم جرت لهما أمور يطول شرحها، وفيها أمر المعتصم بإنشاء مدينة يتخذها داراً للخلافة، وسميت سر من رأى.
وفيها غضب المعتصم على وزيره الفضل بن مروان وأخذ منه عشرة آلاف دينار.
وفيها توفي آدم بن أبي إياس الخراساني ثم البغدادي نزيل عسقلان، كان صالحاً قانتاً لله، ولما احتضر قرأ الختمة ثم قال: لا إله إلا الله. وفارق الدنيا، " وعبد الله " بن جعفر الرقي الحافظ، " وعفان " بن مسلم الحافظ البصري أحد أركان الحديث، قال يحيى بن معين: أصحاب الحديث خمسة: ابن جريج ومالك والثوري وشعبة وعفان. قال حنبل: كتاب المأمون إلى متولي بغداد يمتحن الناس، وكتب: إن لم يجب عفان فاقطع رزقه، وكان له في الشهر خمسمائة درهم، فلم يجبهم وقال: وفي السماء رزقكم وما توعدون.
وفيها: توفي الإمام قالون قارىء أهل المدينة، صاحب نافع.
وفيها: توفي الشريف أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، أحد الإثني عشر إماماً الذين يدعي الرافضة فيهم العصمة، وعمره خمس وعشرون سنة، وكان المأمون قد نوه بذكره، وزوجه بابنته، وسكن بها المدينة، وكان المأمون ينفذ إليه في السنة ألف ألف درهم. قلت: وقد تقدم أن المأمون