محمد الحموي، ثم المصري الشافعي ابن شيخ الشافعية. قاضي القضاة تقي الدين كان إماماً متقناً، عارفاً بالمذهب درس وأفتى وأعاد لأبيه، وولي قضاء العسكر، ودرس بالظاهرية وغيرها، وخطب بجامع الأزهر، وحدث عن جماعة.
[سنة إحدى عشرة وسبع مائة]
فيها عزل عن دمشق نائبها قراسنقر المنصوري، وأعيد إلى القضاء ابن جماعة، وجعل الزرعي قاضي العسكر.
وفيها مات في الثغر الإمام الناظم الزاهد العابد أبو حفص عمر بن عبد البصير السهمي القرشي عن ست وتسعين سنة، حدث بدمشق عن ابن المقير، وابن الحميري، وحج مرات. وفيها مات بدمشق المسند الفاضل فخر الدين بن إسماعيل بن نصر الله بن تاج الأمنا أحمد ابن عساكر، وحدث عن جماعة، وتبعه الكبراء وشيوخه نحو التسعين، وكان مكثراً، وفيه خفة مع تدين، وتذاكر بأشياء.
وفيها ماتت الصالحة المسندة أم محمد فاطمة بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي، روت الصحيح عن ابن الزبيدي مرات، وسمعت صحيح مسلم من غيره، وكانت صالحة متعبدة.
وفيها توفي الإمام القدوة الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد الدماهي الصوفي الحنبلي، وكان ذا تأله، وصدق وعلم.
وفيها توفي الإمام العارف القدوة عماد الدين أحمد ابن شيخ الحرامية إبراهيم بن عبد الرحمن الواسطي، صاحب التواليف في التصوف عن أربع وخمسين سنة، وكان من سادات السالكين، وله مشاركة في العلوم، وعبارة عذبة، ونظم جيد.
وفيها توفي الشيخ القدوة العارف بالبركة شعبان بن أبي بكر الإربلي، شيخ مقصورة الحلبيين عن سبع وثمانين سنة، وكانت جنازته مشهودة، وكان خيراً متواضعاً، وافر الحرمة.