وزاهدهم وواعظهم، قال ابن خزيمة: لم يكن في زمانه مثله، له حكم ومواعظ. وفيها توفي داود بن أبي هند البصري الفقيه الحافظ المفتي النبيل السيد الجليل، وففيه واسط أبو العلاء أيوب بن أبي مسكين، وسهل بن أبي صالح السمان، روى عن أبيه وطبقته وأخذ عنه مالك والكبار. وفيها توفي عمرو بن قيس الكندي السكوني، عاش مائة تامة، وروى عن عبد الله بن عمر والكبار، وقيل إنه أدرك سبعين صحابياً.
[سنة إحدى وأربعين ومائة]
قال بعضهم فيها ظهر قوم خراسانيون، يقولون بتناسخ الأرواح وإن ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم المنصور، وإن الهيثم بن معاوية جبرائيل، فأتوا قصر المنصور وطافوا به، فقبض على مائتين من كبارهم وحبسهم، فغضب الباقون وحفوا بنعش وحملوا هيئة جنازة ثم مروا بالسجن، فشدوا على الناس وفتحوا السجن، وأخرجوا أصحابهم، وقصدوا المنصور في ست مائة مقاتل، فأغلقوا باب البلدة وحاربهم العسكر مع معن بن زائدة، ثم وضعوا السيف فيهم وأصيب عثمان بن نهيك الأمير، فاستعمل المنصور مكانه على الحرمين أخاه عيسى وكان ذلك بالهاشمية قال المدائني: فحدثني أبو بكر الهذلي قال: اطلع المنصور فقال رجل إلى جانبي: هذا رب العزة الذي يطعمنا ويرزقنا، تعالى الله الملك الحق المبين عن مقالة أهل الضلالة الملحدين. وفي السنة المذكورة توفي موسى بن عقبة المدني صاحب المغازي، قال الواقدي: كان موسى فقيهاً يفتي رحمه الله. وفيها توفي أبان بن تغلب الكوفي القارىء المشهور، رحمه الله. وفيها توفي موسى بن كعب التميمي المروزي أحد نقباء بني العباس. وفيها أو في التي يليها توفي أبو إسحاق الشيباني الكوفي سليمان بن فيروز، وقيل ابن خاقان.
[سنة اثنتين وأربعين ومائة]
وفيها توفي خالد الحذاء البصري الحافظ، يروي عن كبار التابعين، وقد رأى أنساً،