وتوفي أبو إمامة الباهلي رضي الله عنه وله مائة وست وستون سنة. وفيها وقيل في سنة ثمان توفي عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي رضي الله عنه، وهو آخر من مات بالكوفة من الصحابة رضي الله عنهم، وآخر من شهد بيعة الرضوان. وفيها توفي على الصحيح وقيل سنة ثمان عبد الله بن الحارث بن جزء بفتح الجيم وسكون الزاي مع الهمزة الزبيدي رضي الله عنه، اخر من مات بمصر من الصحابة، وتوفي قبيصة بن ذويب الخزاعي الفقيه بدمشق، روى عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهم، قال: مكحول: ما رأيت أعلم منه. وقال الزهري: كان من علماء الأمة. وفي شوال مات خليفتهم عبد الملك بن مروان وله ستون سنة، وكانت ولايته المجمع عليها بعد ابن الزبير ثلاث عشرة سنة وأشهراً، وقد عده أبو الزناد في طبقة ابن المسيب، وقال نافع رأيت أهل المدينة وما بها شاب أشد تشميراً ولا أفقه ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك، وولي بعده ابنه الوليد بن عبد الملك. ومن المشهور أن عبد الملك المذكور رأى في منامه كأنه بال في المحراب أربع مرات، فوجه إلى سعيد بن المسيب من يسأله عن ذلك، فقال: يملك من ولده لصلبه أربعة، وكان كما قال: فإنه ولي الوليد وسليمان وهشام ويزيد أولاد عبد الملك. وقيل رأى أنه بال في زوايا المسجد الأربع، فقال ابن المسيب يلد أربعة أولاد يملكون الأرض.
[سنة سبع وثمانين]
فيها استعمل الوليد على المدينة عمربن عبد العزيز، وفيها ابتدأ ببناء جامع دمشق، ودام العمل والجد والاجتهاد في بنائه وزخرفته أكثر من عشر سنين، وكان فيها اثنا عشر ألف صانع. وفيها توفي عتبة بن عبد السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وله أربع وتسعون سنة، والمقدام بن معد يكرب الكندي الصحابي، وهو ابن إحدى وتسعين سنة، رضي الله عنهما.