للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها توفي البياضي الشاعر المشهور مسعود بن عبد العزيز الهاشمي، وهو من الشعراء المجيدين في المتأخرين، وديوان شعره صغير وهو في غاية الرقة. ومن شعره:

إن غاض دمعك والركاب تساق مع ما بقلبك فهو منك نفاق

وإنما قيل له البياضي لأن أحد أجداده كان في مجلس بعض الخلفاء مع جماعة من العباسيين لابسين السواد وهو لابس البياض - فقال الخليفة: من ذلك البياضي؟ فثبت هذا اللقب عليه.

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[سنة تسع وستين واربع مائة]

فيها كانت فتنة لما وعظ الإمام الكبيرالعلامة الشهير أبو نصر ابن الأستاذ الإمام زين الإسلام أبي القاسم القشيري ببغداد في النظامية، وكان قد حصل له إقبال عظيم، وحضر مجلسه أكابر العلماء كالإمام أبي إسحاق الشيرازي وغيره من الجلة كما تقدم ذكره ونصر في وعظه مذهب الأشعرية، وحط على مذهب الحنبلية، فهاجت الفتنة، وثارت العصبية وقتل جماعة. وفي السنة المذكورة توفي أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد السلمي. وفيها توفي المحدث المتقن مسند الأندلس حاتم بن محمد التيمي القرطبي. وفيها توفي مؤرخ الأندلس ومسندها حبان - بن خلف بن حسين القرطبي. وفيها توفي الإمام النحوي أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ النحوي، صاحب المصنفات المفيدة منها المقدمة المشهورة، وشرحها وشرح الجمل للإمام الكبير الزجاجي، وشرح كتاب الأصول لابن السراج، ومسودات في النحو، توفي قبل إتمامها. قيل: لو بيضت قاربت خمسة عشر مجلداً، وانتفع الناس بعلمه وتصانيفه. كان بمصر إمام عصره في النحو، وكانت وظيفته أن ديوان الإنشاء لا يخرج حتى يعرض عليه ويتأمله، فإن كان فيه خطأ من جهة النحو واللغة أصلحه كاتبه، وإلا استرضاه، فيسير إلى الجهة التي كتب إليها، وكان له على ذلك راتبة من الخزانة، يتناوله في كل شهر، وأقام على ذلك زمانأ. ويحكى أنه كان يوماً يأكل طعاماً في سطح جامع مصر، وعنده ناس، فحضرهم قط، فرموا له لقمة، فأخذها في فيه، وغاب عنهم، ثم عاد إليهم، فرموا له شيئاً آخر، ففعل ذلك مراراً كثيرة، فعجبوا منه وتبعوه، فوجدوه يرقى إلى حائط في سطح الجامع، ثم ينزل إلى موضع خال فيه قط أعمى، وكلما يأخذه من الطعام يحمله إلى ذلك القط، فيأكله، فتعجبوا من ذلك، وكان سبباً لاستغنائه عن الخدمة، لما تفكر من كونه حيواناً أعمى لا يهتدي إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>