الملك السعيد، فأخذه قولنج عظيم بقي به أياماً، ثم توفي بمصر.
وفيها توفي الشيخ خضر بن أبي بكر المهراني العدوي شيخ الملك الظاهر؛ كان له حال وكشف قيل: مع سفه فيه، ومردكه ومزاح. تغير عليه للسلطان بعد شدة خضوعه له، وانقياده لإرادته، وعقد له مجلساً، وأحضر من خافقه، ونسب إليه أموراً فظيعة، وأشاروا فيها بقتله، والله أعلم. بصحة ذلك، فقال للسلطان: إن بيني وبينك في الموت شيئاً يسيراً، فوجم لها السلطان، وحبسه في سنة إحدى وسبعين إلى أن توفي في سادس محرم السنة المذكورة، وتوفي السلطان المذكور في الثامن والعشرين عن المحرم كما تقدم.
وفيها توفي الزكي بن الحسن المعروف بالبيلقاني أبو أحمد الشافعي الفقيه البارع المناظر؛ كان متقدماً في الأصولين، وغيرهما من المعقولات. أخذ عن الإمام فخر الذين الرازي، وسمع من المؤيد الطوسي، وكان صاحب ثروة وتجارة، وعمر دهراً، وسكن اليمن، وتوفي بعدن قلت: وقد رأيت بعض فريته بها ناظراً للسلطان، له عند أهل الدنيا صورة وكبرشان كذا قال بعض المؤرخين.
وقال بعض أهل الطبقات البيلقاني أبو المعالي الفقيه الشافعي الأصولي العلامة الشهير الأوحد شمس الدين. تفقه بجماعة منهم الإمام فخر الأنام محمد بن أبي بكر التوقاني. قرأ عليه كتاب الوجيز بقراءته على شيخه الإمام نور الدين محمد بن محمد التوقاني بقراءته على شيخه الإمام العلامة الشهيد أبي سعيد محمد بن يحيى النيسابوري بقراءته له على شيخه، ومصنفه الإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي، وتفنن في العلوم بالعلامة قطب الدين إبراهيم بن علي الأندلسي المعروف بالمصري، وعاش خمساً وتسعين سنة، وتفقه به جماعة، وانتفعوا به ورووا عنه.
قلت: وبلغني فيما أظن أن بركه الزمن، وزين اليمن الإمام العلامة عالي المقامات، وعظيم الكرامات أبا الفدا إسماعيل ابن الشيخ الإمام علي المقام محمد بن إسماعيل الحضرمي قرأ على البيلقاني المذكور، والله أعلم.
[سنة سبع وسبعين وست مائة]
فيها قدم الملك السعيد، وعمرت القباب، ودخل القلعة، فأسقط ما وضعه أبوه على الأمراء، فسر الناس ودعوا له.