أنت. ثم فاضت روحه. وتوفي عبد الله بن سلام الإسراتيلي رضي الله عنه الذي شهد له النبي صلى الله عليه وآله وسلم. والذي قالت فيه اليهود قبل أن تعلم إسلامه: خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا. والمرجوع إلى ما قال في أحكام التوراة. والمراد عند بعض المفسرين بقوله تعالى:" ومن عنده علم الكتاب " - الرعد: ٤٣ -. وتوفي محمد بن مسلمة الأنصاري بالمدينة في صفر، وكان بدرياً اعتزل الفتنة، واتخذ سيفاً من خشب.
[سنة أربع وأربعين]
في ذي الحجة منها توفي أبو موسى الأشعري اليمني المقري الأمير عبد الله بن قيس. استعمله النبي صلى الله عليه وآله وسلم على عدن، واستعمله عمر على الكوفة والبصرة، وفتحت على يديه عدة أمصار، وهو الذي استمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قراءته وقال:" لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود " وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيه وفي قومه الأشعريين: " هم مني وأنا منهم " بعد أن وصفهم بأوصاف جميلة وأبو موسى المذكور ممن هاجر من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع اثنين وخمسين رجلاً من قومه من أهل زمع وزبيد فوافى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين افتتح خيبر، فقسم لهم ولم يقسم لأحد، لم يشهد الفتح غيرهم وغير أصحاب السفينة التي قدموا فيها مع جعفر بن أبي طالب، وكان أبو موسى قد ركب هو وأصحابه في البحر فألقتهم الريح إلى بلاد الحبشة، وكانوا مع جعفر بن أبي طالب ومن معه من المسلمين إلى أن جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم جميعاً، فوجدوه قد افتتح خيبر، ووصف عمر أبا موسى فقال: كيس ووصفه علي فقال: صبغ بالعلم صبغة، وكان قد بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو ومعاذاً إلى اليمن، ثم قال يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا.
وفي السنة المذكورة افتتح عبد الرحمن بن سمرة مدينة كابل. وغزا المهلب في أرض الهند، والتقى العدو فهزمهم، وفيها توفيت أم حبيبة بنت أبي سفيان أم المؤمنين رضي الله عنها.
[سنة خمس وأربعين]
وفيها غزا معاوية بن خديج إفريقية، وتوفي أبو خارجة بن ثابت الأنصاري المقري الفرضي الكاتب رضي الله عنه، وله ست وخمسون سنة، وكان عمر رضي الله عنه يستخلفه على المدينة إذا حج، وقيل بقي إلى سنة أربع وخمسين، ومن مناقبه قوله صلى الله عليه وآله