" على سيف الدولة، فهرب، وسار آخوه ناصر الدولة إلى الموصل، فنهبت داره، وبرح خلق كثير من بغداد من تتابع الفن والخوف إلى الشام ومصر.
وفيها توفي أبو علي، حسن بن سعد بن إدريس الحافظ القرطبي، وكان فقيهاً صالحاً.
وفيها توفي الشيخ العارف محمد بن إسماعيل الفرغاني الصوفي، وكان من العابدين، وله نزهة حسنة، ومعه مفتاح منقوش، يصلي ويضعه بين يديه، كأنه تاجر، وليس له بيت، بل ينطرح في المسجد، ويطوي أياماً.
وفيها توفي الشيخ الجليل أبو محمود، عبد الله بن محمد بن منازل النيسابوري المجرد على الصدق والتحقيق. صحب حمدون القصار، وحدث بالمسند الصحيح أحمد بن سلمة النيسابوري، وكان له كلام رفيع في الإخلاص والمعرفة.
وفيها توفي الشيخ الكبير أبو الحسن، علي بن محمد بن سهل الدينوري. كان صاحب أحوال ومواعظ، ومن كلامه: من أيقن أنه لغيره، فماله أن يبخل بنفسه.
وفيها توفي الحافظ أبو عبيد الله بن محمد بن مخلد العطار الدوري، له تصانيف.
[اثنتين وثلاثين وثلاث مائة]
فيها كاتب المتقي بني حمدان، ليحكم توزون " بالمثناة من فوق وبين الواوين زاي " على بغداد. فقدم الحسين بن سعيد بن حمدان في جيش كثيف، فخرج المتقي والهاً ووزيره وساروا إلى " تكريت " ظنا أن سيف الدولة يراقب قدوم سيف الدولة على المتقي. وأشار بأن يصعد إلى الموصل. فتألم المتقي وقال: ما على هذا عاهدتموني. فتقلل أصحابه، وبقي في طائفة، وجاء توزون فاستعد للحرب ببغداد، فجمع ناصر الدولة جيشاً من الأعراب والأكراد، وسار إلى تكريت، ثم وقع القتال أياماً، فانهزم الخليفة والحمدانية إلى الموصل، ثم عملوا مصافاً أخرى، فانهزم سيف الدولة، فتبعه توزون، فانهزم بنو حمدان والمتقي إلى نصيبين، واستولى توزون على الموصل، وأخذ من أهلها مائة ألف دينار مصادرة، فراسل الخليفة توزون في الصلح وإعتذر بأنه ما خرج من بغداد إلا لما قيل