للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للمذنبين، والسلام مرتبة بين مرتبة الصلاة والترضي، فيحسن أن يكون منزلته بين منزلتين لكونه مرتبة بين مرتبتين، أعني يقال لمن اختلف في نبوتهم كالخضر، ولقمان، وفي القرنين دون من دونهم.

وفيها توفي الشيخ الجليل العارف ذو الأسرار والمعارف السيد الكبير البعيد الصيت الشهير علي بن إدريس اليعقوبي صاحب الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله عنهما.

وفيها توفي أبو العباس نصر بن خضر بن نصر الإربلي الشيخ الفقيه الشافعي، كان فاضلاً ورعًا زاهدًا صالحًا عابدًا متقللاً من الدنيا ومباركًا ذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق وأثنى عليه، وكان قد قدم دمشق، وأقام بها مدة، وكان عارفًا بالمذهب والفرائض والخلاف، اشتغل ببغداد على الكيا وابن الشاشي، ولقي جماعة من مشائخها، ثم رجع إلى اربل، وبنى له صاحب اربل، مدرسة القلعة، فدرس بها زمانًا، وهو أول من درس باربل. وله عدة تصانيف حسان كثيرة في التفسير والفقه وغير ذلك، وله كتاب ذكر فيه ستًا وعشرين خطبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكلها مسندة، واشتغل عليه خلق كثير وانتفعوا.

ومن جملة من تخرج عليه الشيخ الفقيه الإمام أبو عمرو عثمان بن عيسى الهذباني الماراني شارح المهذب، المتقدم ذكره في سنة اثنتين وست مائة، وكانت وفاته ليلة الجمعة، ولما توفي تولى موضعه ابن أخيه نصر بن عقيل، وكان فاضلاً قد تخرج على عمه المذكور، فسخط عليه الملك المعظم صاحب إربل، وأخرجه منها فانتقل إلى الموصل، فكتب إليه أبو الدر الرومي من بغداد، وكان صاحبه.

أيا ابن عقيل لا تخف سطوة العدى ... وإن أظهرت ما أضمرت من عنادها

وأفضتك يومًا عن بلادك فتنة ... رأت فيك فضلاً لم يكن في بلادها

كذا عادة الغربان تكره أن ترى ... بياض البراد الشهب دون سوادها

أشار بذلك إلى الجماعة الذين سعوا به حتى غيروا خاطر الملك عليه.

وفيها توفي الشيخ الشهير بالأحوال الباهرة والكرامات الظاهرة يونس بن يوسف الشيباني، قال الذهبي في ترجمته، وهذا شيخ الطائفة اليونسية أولى الشطح، وقلة العقل، وكثرة الجهل أبعد الله شرهم. قال: وكان رحمه الله تعالى صاحب حال وكشف يحكى عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>