للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى أن مات مجاهدًا في سبيل الله.

وفيها توفي الحافظ علي بن القاسم ابن الحافظ الكبير أبي القاسم بن عساكر وصاحب سنجار الملك المنصور قطب الدين محمد بن عماد الدين زنكي، وست الشام الخاتون بنت أيوب أخت الملك العادل، توفيت في دمشق، ودفنت في مدرستها الشامية.

وفيها توفي أبو الفرج عبد الله بن أسعد بن علي المعروف بابن الدهان الموصلي الفقيه الشافعي المنعوت بالمهذب، كان فيها أديبًا فاضلاً شاعرًا، لطيف الشعر، مليح السبك، حسن المقاصد، غلب عليه الشعر واشتهر به، وله ديوان صغير وكله جيد، وهو من أهل الموصل. لما ضاقت به الحال عزم على قصد الوزير بمصر الملقب الملك الصالح، وعن استصحاب زوجته، فكتب إلى نقيب العلويين بالموصل أبي طاهر زيد بن محط الحسيني هذه الأبيات.

وذات شجو أسأل البين غيرتها ... باتت تؤمل بالتقييد امساكي

لجت فلما رأتني لا أصيخ لها ... بكت فأقرح قلبي خفتها الباكي

قالت وقد رأت الأجمال محدجة ... والبين قد جمع المشكو والشاكي

مالي إذا غبت في ذا المحل قلت لها: ... الله وابن عبيد الله مولاك

لا تجزعي بانحباس الغيث عنك فقد ... سألت نواء الثريا جوف معناك

فكفل بالشريف بن عبيد الله المذكور لزوجته بجميع ما تحتاج إليه مدة غيبته عنها فتوجه إلى مصر، ومدح الصالح بقصيدته الكافية أولها.

أما كفاك تلافي في تلافيكا ... ولست تنقم إلا فرط حبيكا

ومنها:

أأمدح الترك أبغي الفضل عندهم ... والشعر مازل عند لترك متروكا

لانلت وصلك إن كان الذي زعموا ... ولا شفا ظمأى جود ابن رزيكا

<<  <  ج: ص:  >  >>