للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاسضحكت ثم قالت وهي معجبة ... إن الذي أنكرته مقلماك أتى

كانت سليمى تنادي يا أخي وقد ... صارت سليمى تنادي اليوم يا أبتا

قلت وقد عارضت هذه الأبيات لما أنشدها بعض المغاربة بقصيدة تنيف على ثمانين بيتاً سميتها: الرياض في الوعظ والاتعاظ وفي بيان حدود الأسنان والعراض وهي هذه:

وناعم فاقد ألفا يذكرنا ... نجداً واحداً وسلما والصفا ومنى

ومن بها حل والعيش الذي انصرمت ... واللمالي التي فيها بلوغ منى

وسادة كانت الأيام زاهرة ... بالنور واليمن فيهم زينوا اليمنا

ما بين حلى سقي من غيث رحمته ربي ثرى من بها ثاو ومن عدنا

إن قلت في فضل سادات لنا سلفوا ... فقول حسان في الأسلاف قد حسنا

لكنني في مديحي قد عممت به ... شيوخ الإسلام لم أخصص أحبتنا

من كان في شرق أرض أو بمغربها ... والشام واليمن ألفاوي لمحتدنا

ومدح شيب أتت في الشرع مدحته ... معارضاً من له بالذم أفهمنا

يا من رأى منقبات الشيب منقصه ... لم تدر كم قيل في علماه حدثنا

وكم روى من إمام نور ذاك عدا ... وما به من وقار قد رووه لنا

كذلك الحق يستحيي تبارك من ... ذي شيبة كلها تروي أئمتنا

صغرته إذ شويخاً قلت مع خطأ ... التصغير أيضاً خطا واوبه قرنا

كبره واقصد به تعظيم حرمة من ... بالدين دانوا وزانوا بالحلي الزمنا

قل غيرنا وبه للنفس مدحتها ... فالله يعلم منك السر والعلنا

لما نظرت إلى المرآة قد جليت ... شاهدت في تلك شيخاً قد علاه سنا

فقلت من ذا وعهدي قبل ذاك فتى ... بالزهور يرفل في ثوب الشباب هنا

فقال منها لمان ألفال ذاك مضى ... في ليل جهل قبيل الصبح حين دنا

وذا بدا حين فجر العقل ضاء به ... نور الوقار مع الأحلام قد سكنا

وبين ذين بدت أعلام نور بها ... كهولة زانها وشي وحسن ثنا

وهكذا العمر دولات كفاكهة ... زهو وأرطابها قد أورثت شحنا

وبعد أرطابها تمر فضيلته ... مشهورة فيه قوت للفقير غنى

ففي الثلاثين للشبان منزلة ... فيها ثناها انتهى ما بعد ذاك بنا

في تلك عيش نفوس أخضر وبها ... نعيم دنيا عني قد شابه وضنا

تكدير صفو ومن بعد الحياة فنا ... فالحزن يتلو سروراً والبكاء عنا

منازل الشيخ من خمسين قبل بدت ... من أربعين وفيها الانتهاء فنا

<<  <  ج: ص:  >  >>