للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٢ - والمتربصة (١): تشبهوا بزي النساك، ونصبوا في كل عصر رجلا ينسبون إليه الأمر، يزعمون أنه مهدي هذه الأمة، فإذا مات نصبوا آخر.

• ثم انقسمت الجبرية اثنتي عشرة فرقة، فمنهم:

١ - المضطرية (٢): قالوا: لا فعل للآدمي، بل الله يفعل الكل.

٢ - والأفعالية (٣): قالوا: لنا أفعال ولكن لا استطاعة لنا فيها، وإنما نحن كالبهائم تقاد بالحبل.

٣ - والمفروغية (٤): قالت: كل الأشياء قد خلقت، والآن لا يخلق شيء.

٤ - والنجارية (٥): زعمت أن الله تعالى يعذب الناس على فعله، لا على فعلهم.


(١) المتربصة: انظر: البَلْخِي (ق ١٣/ ب)، الخطط للمقريزي (٢/ ٣٥٤)، خبيئة الأكوان (ص ٣٦)، وعقيدة المهدي المنتظر تشترك فيها عامة فِرق الشيعة، على اختلاف بينها في تحديد الإمام الذي قُدرت له العودة، كما أنها تختلف في تحديد الأئمة وأعيانهم، والتي يُعتبر الإمام الغائب واحدًا منهم.
انظر في عرض هذه العقيدة والرد عليها: أصول مذهب الشيعة (٢/ ٨٢٣ - ٩٠٧) للدكتور ناصر القفاري، الشيعة والتشيع فرق وتاريخ لإحسان ظهير (٣٥٩ - ٣٨١).
(٢) المضطرية: انظر: البَلْخِي (ق ١٨/)، العراقي في الفِرق (٦٣). وهذا الرأي الذي نقله ابن الجوزي هنا هو رأي جهم بن صفوان، إذ هو الذي يقول بأنه لا فعل لأحدٍ في الحقيقة إلا لله وحده. ومحصل قوله هو الإجبار والاضطرار إلى الأعمال، ونفي الاستطاعات كلها.
انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٣٣٨)، الفرق بين الفِرق (٢١١)، التبصير في الدين (ص ١٠٧)، الملل والنحل (١/ ٨٦).
(٣) الأفعالية: عند البَلْخِي جاءت هذه الفرقة باسم "الإيغالية" (ق ١٩/ أ)، وملخص رأيها هو قريب مما أورده ابن الجوزي هنا، غير أنه قيد الأفعال بأنها مجازية. وذكرها العراقي (ص ٦٣) باسم "العجزية" ونسب إليها قريبًا من هذا الرأي، وعليه فتكون هذه الفرقة والتي قبلها على رأي واحدٍ، وهو رأي جهم بن صفوان.
(٤) المفروغية: انظر: البَلْخِي (ق ٢٠/ أ)، الفرق المفترقة للعراقي (ص ٦٤ - ٦٥).
(٥) النجارية: هذا الرأي الذي نسبه ابن الجوزي هنا لهذه الفرقة هو بمعناه عند البَلْخِي (ق ٢٠/ ب)، ولم أجد من وافقه عليه من كُتّاب المقالات، اللهم إلا العراقي (٦١) لما عرّف الجبرية قال: (ويقال لهم المرجئة والنجارية) ونسب لهم ذلك الرأي، لكنه لما فضل الكلام عن فرق الجبرية ذكر "النجارية" =

<<  <   >  >>