للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - والمنانية (١): قالوا: عليك بما يخطر بقلبك؛ فافعل ما توسمت منه الخير.

٦ - والكسلية (٢): قالوا: لا يكسب العبد ثوابًا ولا عقابًا.

٧ - والسابقية (٣): قالوا: من شاء فليعمل، ومن شاء لم يعمل، فإن السعيد لا تضره ذنوبه، والشقي لا ينفعه برّه.

٨ - والحبية (٤): قالوا: من شرب كأس محبة الله تعالى سقطت عنه عبادة الأركان.


= (ص ٦٦) استقلالًا، ولم ينسب لها هذا الرأي، بل نقل بعض ما أورده البغدادي في الفرق (ص ٢٠٨) من أنهم يقولون: إن الجسم أعراض مجتمعة. وقد عدّهم الشهرستاني في الملل (١/ ١٨٨)، والرازي في اعتقاداته (١٠٤)، والمقدسي في البدء والتاريخ (٥/ ١٤٦) من الجبرية. وسماهم الأشعري في مقالاته (١/ ٣٤٠) "الحسينية" نسبة إلى الحسين بن محمد النجار، وعليه يكون من سمّاهم "النجارية" باعتبار نسبة الحسين بن محمد هذا، كما أن الأشعري جعلهم فرقة مستقلة بذاتها ولم ينسجها إلى فرقة معينة.
(١) المنانية: انظر: البَلْخِي (ق ٢١/ أ)، الفِرق للعراقي (ص ٦٦)، وسماها "المنائية"، وأطلق في البدء والتاريخ (١/ ١٤٦، ٣/ ١٢٢، ٤/ ٢٤ .. ) المنانية على "المانوية" أتباع ماني من المجوس، وانظر: الفصل لابن حزم (٣/ ١٣٨، ١٨٩، ١٩٩. .). والرأي المنسوب لهذه الفرقة يُعدُّ من أساسيات المذهب الصُّوفي الذي يعتمد على مثل هذه المصادر في التلقي: كالهواجس، والمنامات، والخواطر، والهواتف …
انظر في هذا: المصادر العامة للتلقي عند الصوفية لصادق سليم صادق، والرسالة القشيرية (ص ٤٣)، اصطلاحات الصوفية للقاشاني (ص ٢٩)، معجم مصطلحات الصوفية للحفني (ص ٩٣).
قال ابن القيم : (ومن ظن أنه يستغني عمّا جاء به الرسول بما يُلقى في قلبه من الخواطر والهواجس فهو من أعظم الناس كفرًا … فما يُلقى في القلوب لا عبرة به، ولا التفات إليه إن لم يُعرض على ما جاء به الرسول، ويشهد له بالموافقة، وإلا فهو من إلقاء النفس والشيطان). إغاثة اللهفان (١/ ١٩٣).
وانظر: مدارج السالكين (٣/ ١٢٣)، البرهان للسكسكي (ص ١٠٢ - ١٠٣).
(٢) الكسلية: انظر: البَلْخِي (ق ٢١/ ب)، الفِرق للعراقي (ص ٧٣). وتسميتهم بالكسلية له وجه: إذ إنه من العلوم من دين الإسلام أن القدر السابق لا يمنع العمل، ولا يوجب الاتكال عليه، بل يوجب الاجتهاد والجدّ والحرص على العمل الصالح. انظر: شفاء العليل لابن القيم (ص ٥١ - ٥٤).
(٣) السابقية: انظر: البَلْخِي (ق ٢٢/ أ)، الفِرق للعراقي (ص ٦٨). والرأي الذي نُسب إلى هذه الفرقة هو رأي "الكسلية" قبلها، وانظر التعليق على رأي تلك الفرقة.
(٤) الحبية: انظر: البَلْخِي (ق ٢٢/ ب)، الفرق للعراقي (ص ٦٩)، أصول الدين للبزدوي (ص ٢٥٣، ٢٥٥). وذكر هذه الفرقة الخوارزمي في مفاتيح العلوم (ص ٢٠) وجعلها من أصناف المشبهة، وحكى من مذهبها أنهم يقولون: (إنهم لا يعبدون الله خوفًا ولا طعمًا، وأنهم يعبدونه حيًا). وهذا الذي حكاه =

<<  <   >  >>