للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنة، فكان بين آدم ونوح ألفا سنة ومائتا سنة، فأهبط الماء هذه الأصنام من أرض إلى أرض، حتى قذفها إلى أرض جدة، فلما نضب الماء بقيت على الشط فسفت الريح عليها حتى وارتها (١).

قال الكلبي: وكان عمرو بن لحُي كاهنا -وكان يكنى أبا ثمامة- له رئي من الجن، فقال له: عجِّل السير والظعن من تهامة، بالسعد والسلامة، ائت ضفَّ جدة، تجد فيها أصنامًا معدة، فأوردها تهامة ولا تهب، ثم ادع العرب إلى عبادتها تجب!

فأتى نهر جدة فاستثارها، ثم حملها حتى ورد بها تهامة، وحضر الحج فدعا العرب إلى عبادتها قاطبة، فأجابه عوف بن عذرة بن زيد اللات فدفع إليه ودًّا فحمله، فكان بوادي القرى بدومة الجندل، وسمى ابنه عبد ود، فهو أول من سمي به، وجعل عوف ابنه عامرًا سادنا له، فلم يزل بنوه يسدنونه حتى جاء الله بالإسلام (٢).

قال الكلبي (٣): فحدثني مالك بن حارثة أنه رأى ودًّا، قال: وكان أبي يبعثني باللبن إليه فيقول: اسقه إلهك. فأشربه، قال: ثم رأيت خالد بن الوليد بعدُ كسره فجعله جذاذًا، وكان رسول الله بعث خالد بن الوليد من غزوة تبوك لهدمه، فحالت بينه وبين هدمه بنو عبد ود وبنو عامر، فقاتلهم فقتلهم وهدمه وكسره،


(١) أخرجه هشام الكلبي في كتاب الأصنام (ص ٥٢ - ٥٣)، ومن طريقه ابن سعد في طبقاته الكبرى (١/ ٤٠ - ٤١)، وابن جرير في تاريخه (١/ ١٧٤) بنحوه.
(٢) كتاب الأصنام لهشام الكلبي: (ص ٥٤ - ٥٥)، وعنه نقله الفاكهي في أخبار مكة (٥/ ١٦١)، وياقوت في معجم البلدان (٥/ ٤٢٣ تحقيق الجندي)، وابن القيم في إغاثة اللهفان (٢/ ٢٩٩)، وانظر: فتح الباري (٦/ ٥٤٩).
(٣) كتاب الأصنام (ص ٥٥) وانظر هذا النصّ عند ياقوت في معجم البلدان (٥/ ٤٢٣ تحقيق الجندي)، وابن القيّم في إغاثة اللهفان (٢/ ٢٩٩ - ٣٠٠).

<<  <   >  >>