للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أحمد بن حنبل: لا يفلح صاحب كلام أبدًا، علماءُ الكلام زنادقةٌ (١).

قال المصنف: قلت: وكيف لا يذم الكلام وقد أفضى بالمعتزلة إلى أنهم قالوا: إن الله تعالى يعلم جمل الأشياء ولا يعلم تفاصيلها (٢). وقال جهم بن صفوان: عِلْم الله وقدرته وحياته محدثة (٣). وحكى أبو محمد النُّوبَخْتي عن جهم أنه قال: إن الله ﷿ ليس بشيء (٤).

وقال أبو علي الجبائي وأبو هاشم ومن تابعهما من البصريين: المعدوم شيء وذات ونفس وجوهر وبياض وحمرة وصفرة، وإن الباري لا يقدر على جعل الذات ذاتًا ولا العرض عرضًا ولا الجوهر جوهرًا، وإنما هو قادر على إخراج الذات من العدم إلى الوجود (٥).

وحكى القاضي أبو يعلى في كتاب المقتبس قال: قال العلاف المعتزلي (٦): لنعيم


(١) ذكره ابن عبد البرّ في جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٩٤٢)، وأخرج ابن السمعاني في كتابه "الانتصار لأهل الحديث" كما في صون المنطق (ص ١٥٠) شطره الأخير فقط. وأخرجه ابن بطّة في الإبانة (٢/ ٥٣٨ رقم ٦٧٤)، ورواه ابن بطة أيضًا (٢/ ٥٣٩ رقم ٦٧٥).
(٢) لم أجد -بعد البحث- من نسب هذا الرأي إلى المعتزلة، بل هو مشهور عن ابن سينا، كما مرّ معنا. انظر: (ص ١٨٠).
(٣) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري (٢/ ١٨٤)، أصول الدين للبغدادي (٩٥)، الفرق بين الفِرق له (٢١١)، الفِصل لابن حزم (٢/ ٢٩٣)، التبصير للإسفراييني (١٠٨)، الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٩٧ - ٩٨)، البرهان للسكسكي (٣٤ - ٣٥).
(٤) انظر: مقالات الإسلاميين (٢/ ٢٠٢)، الفرق بين الفِرق (٢١١)، الحور العين (١٤٨)، البرهان للسكسكي (٣٤)، التنبيه والرد للملطي (١١٠).
(٥) هذه النص بتمامه عند أبي يعلى في "المعتمد في أصول الدين" (ص ١٢٩). وانظر: مقالات الإسلاميين (٢/ ١٨٠)، الفِصل لابن حزم (٥/ ٦٩ - ١٥٥) وعزا هذا القول إلى سائر المعتزلة، عدا هشام الفوطي. والشامل للجويني (١٢٤ وما بعدها) وعزا هذا الرأي إلى معتزلة البصرة.
(٦) انظر: مقالات الإسلاميين (٢/ ١٧٨)، الفرق بين الفِرق (١٢٢)، أصول الدين للبغدادي (٩٤)، الفِصل لابن حزم (٥/ ٥٨)، التبصير للإسفراييني (٧٠)، اعتقادات الرَّازي (٣٢)، مذاهب الإسلاميين د. بدوي (١/ ١٥٣).

<<  <   >  >>