للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يقال لكل من ادعى التجسيم: بأي دليل أثبتَّ حدثَ الأجسام المشاهدة؟ وذلك يدلك على أن الإله الذي اعتقدته جسمًا محدثًا غير قديم.

ومن قول المجسمة: إن الله تعالى يجوز أن يمس ويلمس (١)، فيقال لهم: فيجوز على قولكم أن يمس ويلمس ويعانق، وقال بعضهم: إنه جسم هو فضاء، والأجسام كلها فيه (٢).

وكان بيان بن سمعان يزعم أن معبوده رجل من نور كله، وأنه على صورة رجل، وأنه يهلك جميع أعضائه إلا وجهه (٣)، فقتله خالد بن عبد الله.

وكان المغيرة بن سعيد [البجلي] (٤) يزعم أن معبوده رجل من نور على رأسه تاج من نور، وله أعضاء وقلب تنبع منه الحكمة، وأعضاؤه على صورة حروف الهجاء، وكان هذا يقول بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين (٥).

وكان زرارة بن أعين يقول: لم يكن الباري عالمًا قادرًا حيًّا في الأزل حتى خلق لنفسه هذه الصفات (٦).


(١) انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٢٨٧)، الملل والنحل للشهرستاني (١/ ١٢٠).
(٢) انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٢٨٢).
(٣) انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٦٧)، الفرق بين الفِرق (٢٣٧)، أصول الدين (٧٣ - ٧٤)، الفِصل لابن حزم (٥/ ٤٤)، الملل والنحل للشهرستاني (١/ ١٧٧)، الحور العين (١٦١، ٢٦٠)، اعتقادات الرازي (٨٧)، البرهان للسكسكي (٧٥).
(٤) في جميع النسخ (العجلي)، والمثبت من كتب الرجال، وهو الصواب.
(٥) انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٧٢ - ٧٣)، الفرق بين الفِرق (٢٣٨ - ٢٣٩)، أصول الدين (٧٤)، الفِصل لابن حزم (٥/ ٤٣)، الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٢٠٧ - ٢٠٨)، الحور العين للحميري (١٦٨، ٢٥٩)، الغنية للجيلاني (١/ ٨٨)، مختصر التحفة (١٠ - ١١).
(٦) انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ١١١)، الفرق بين الفِرق (٧٠)، التبصير في الدين (١٢١)، المنية والأمل لابن المرتضى (٤٧).

<<  <   >  >>