(٢) انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٢٨٣)، الفرق بين الفِرق (٢٢٨)، أصول الدين (٧٤)، الفِصل لابن حزم (٥/ ٤٠)، الملل والنحل للشهرستاني (١/ ١٢٠ - ١٢١)، الأنساب للسمعاني (٥/ ٥٤٣) وذكر أن هذا القول مأخوذ عن هشام بن سالم الجواليقي. (٣) عزا المصنف هذا القول في كتابه "دفع شبه التشبيه" (ص ٣٩) إلى ابن حامد من الحنابلة. وهو كما قال. انظر: الروايتين والوجهين من مسائل أصول الديانات لأبي يعلى الفراء (ص ٤٧). والظاهر من كلام ابن الجوزي ﵀ إنكاره للفظة "بذاته"، وهاهنا يتحتم علينا أن نبين بأن السلف أثبتوا نصوص الصفات على ظاهرها بألفاظها، وأثبتوا دلالة ألفاظها على حقائقها ومعانيها، كما عيّنوا المراد منها على ما يليق بالله تعالى، وذلك على القول في الذات سواء، مع تفويض الكيفية، ونفي الشبيه والمثال، والتنزيه عن التعطيل. وكان تقرير السلف للتوحيد لتلقين المسلمين المعتقد الحق، يقتصر على ألفاظ نصوص الوحيين الشريفين، ولما ظهر البدع، ووجد في أقوال المبتدعة الشنيعة ما يخالف نصوص الوحي، تلبيسًا منهم وتشويشًا، اضطر علماء السلف الذين واجهوا تلك المذاهب إلى البيان عن عقيدة الكتاب والسنة بألفاظ تفسيرية محدودة، وهي من دلالة ألفاظ نصوص الصفات على حقائقها ومعانيها لا تخرج عنها. وكان من هذه الألفاظ التفسيرية "بذاته"، "بائن من خلقه"، "حقيقة"، "في كل مكان بعلمه"، "غير مخلوق". انظر: عن ابن أبي زيد، ورسالته، وعبث بعض العاصرين بها (٢٠/ ٢٤) للعلامة د. بكر أبو زيد. وعن لفظة "بذاته" التي أنكرها ابن الجوزي هنا فقد أورد ابن القيم ﵀ من قال بها من كبار علماء السنة وأئمتهم، فقال: (ذكر ما حكاه أبو نصر السجزي عن أهل الحديث، قال: وأئمتنا كالثوري، ومالك، وابن عيينة، وحماد بن زيد، والفضيل، وأحمد، وإسحاق، متفقون على أن الله فوق العرش بذاته، وأن علمه بكل مكان. وقول شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله الأنصاري، صاحب كتاب "منازل السائرين"، و"الفاروق" و"ذم الكلام" وغيره، صرّح في كتابه بلفظ الذات في العلو، وأنه استوى بذاته على عرشه، قال- أي الهروي-: ولم تزل أئمة السلف تصرح بذلك .. ). قال ابن القيم عقيبه: (ومن أراد معرفة صلابته في السنة والإثبات فليطالع كتابيه: "الفاروق"، و"ذم الكلام". اجتماع الجيوش الإسلامية (٢٤٦، ٢٧٨ - ٢٧٩). وانظر عقيدة السلف للصابوني (١٨٦)، السنة للإمام أحمد (٣٥)، الرد على الجهمية للدارمي (٤٠)، خلق أفعال العباد للبخاري (٣١)، مختصر العلو للذهبي (١٥١)، التمهيد لابن عبد البر (٧/ ١٢٩).