(٢) هذه دعوة خطيرة انزلق فيها مذهب التصوف، وهي الدعوة إلى الاستغناء عن الأنبياء وهديهم؛ بحجة الأخذ عن الله مباشرة دون واسطة، عن طريق الكشف والإلهام، بل والمنامات! وبهذا فضّلوا الوليَّ الصوفي على النبي؛ لأن النبي يأخذ عن الله بواسطة المَلَك. قال الغزالي -في ترجيحه علم الأولياء-: (لأنه وقع في قلوبهم بلا واسطة من حضرة الحق، كما قال ﷾: ﴿آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾، وهذه الطريقة لا تُفهم إلا بالتجربة، وإن لم تحصل بالذوق لم تحصل بالتعلم) كيمياء السعادة (ص ١٢٨). وأبرز من قعّد هذا الإلحاد واعتقده ابن عربي في كتابيه "الفتوحات المكية" و"فصوص الحكم". انظر: الفتوحات (١/ ٣١ - ٣٢)، الفصوص (١/ ٦٢ - ٦٣) كلاهما لابن عربي، وحقيقة مذهب الاتحادية لشيخ الإسلام (ضمن مجموعة الرسائل) (٤/ ٥٦ وما بعدها)، نظرية الاتصال عند الصوفية سارة آل سعود (ص ١٨٦ - ١٩٩). (٣) كتاب اللمع (ص ٥٤١). (٤) كتاب اللّمع (ص ٤٩٢).