للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم تعلقه بعبد الرحمن وحده دليل على أنه لم يَسِر سير الصحابة: فإنه قد خلَّف طلحة ثلاثمائة بهار، في كل بهار ثلاثة قناطير، والبهار (١): الحملُ (٢)، وكان مال الزبير خمسين ألف ألف ومائتي ألف (٣)، وخلف ابن مسعود تسعين ألفًا (٤)، وأكثر الصحابة كسبوا الأموال وخلَّفوها ولم يُنكر أحدٌ منهم على أحد.

وأما قوله: إن عبد الرحمن يحبو حبوًا يوم القيامة. فهذا دليل على أنه ما يعرف الحديث، فإن هذا كان منامًا وليس هو في اليقظة، وأعوذ بالله أن يحبو عبد الرحمن في القيامة، أفترى مَنْ سبق وهو من العشرة المشهود لهم بالجنة ومن أهل بدر والشورى!

ثم الحديث يرويه عُمارة بن زاذان، وقال البخاري (٥): ربما اضطرب حديثه. وقال أحمد (٦): يروي عن أنس أحاديث مناكير. وقال أبو حاتم الرازي (٧): لا يحتج به. وقال الدارقطني (٨): ضعيف.


= مثل أُحُد ذهبًا، ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه" البخاري (٧/ ٣٤)، ومسلم (٤/ ١٩٦٧).
- وقال ابن عمر: (كنا نخير بين الناس في زمن النبي ، فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان) رواه البخاري (٧/ ١٦).
وما ذكره المصنف صحيح؛ لأن أفضل الصحابة بعد الخلفاء الأربعة باقي أهل الشورى، وهم: طلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص. انظر للتوسع: شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (١/ ١٥٩، ١٦٧)، منهاج السنة (٤/ ٣٩٧).
(١) بهر: هو شيء يوزن به، وهو ثلاثمائة رطل، أو أربعمائة، أو ستمائة، أو ألف. القاموس المحيط (بهر).
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ٢٢٢)، وذكره ابن الجوزي في المنتظم (٥/ ١١٤).
(٣) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ١٠٩ - ١١٠)، ورواه ابن أبي الدنيا في إصلاح المال (ص ٣٤٢ رقم ٤١٨).
(٤) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٥/ ١٦٠)، وابن أبي الدنيا في إصلاح المال (ص ٣٤٢)، وابن عبد البر في الجامع (١/ ٧١٩ رقم ١٣١١).
(٥) التاريخ الكبير (٦/ ٥٠٥).
(٦) الجرح والتعديل (٦/ ٣٦٦).
(٧) انظر المرجع السابق، وفيه: يكتب حديثه ولا يحتج به، ليس بالمتين.
(٨) سؤالات البرقاني (ص ٥٣ رقم ٣٧٤)، وزاد: لا يعتبر به.

<<  <   >  >>