للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أُنزِّهُ فِي رَوْضِ المَحَاسِنِ مُقْلَتِي … وَأَمْنَعُ نَفْسِي أَنْ تَنَالَ مُحَرَّما

وَأحمِلُ مِن ثِقْلِ الهَوَى مَا لَو أنَّه … عَلَى جامِدِ الصَّلْتِ الأصمِّ تَهَدَّما (١) (٢)

قال المصنِّفُ : وسيأتي حديثُ يوسف بن الحُصَين (٣)، وقوله: عاهدتُ ربِّي أن لا أصْحَبَ حدَثًا مِائَةَ مَرَّةٍ، فَفَسَخَها عليَّ قوامُ القُدودِ وغُنج العيون.

• أخبرتنا شَهْدَة بنتُ أحمد الكاتِبَة، قالت: أخبرنا جعفرُ بن أحمدَ، قال: أخبرنا أبُو إسحاق إبراهيمُ بن سعيدٍ، قال: أخبرنا أبو صالِحٍ السَّمَرقندِي، قال: نا أبو عبدِ الله الحُسَيْنِ بن القاسم بن اليسع، قال: حدَّثنا أبو بكرٍ أحمدُ بن محمدٍ أبو عمرٍو الدِّينَوَري، قال: نا أبو محُمدٍ جعفَرُ بن عبدِ اللهِ الصُّوفي، قال: حدثنا أبو المُخْتارِ الضَّبي، قال: حدَّثني أبي، قال: قلتُ لأبي الكميتِ الأندَلُسِي - وكان جوَّالًا في أرضِ اللهِ -: حَدِّثْنِي بأعجَبِ ما رأيتَ مِن الصوفيَّةِ. قال: صحبتُ رجُلًا منهُم يقال له: مهرجان، وكان مجوسِيًّا فأسلمَ وتصوَّفَ، فرأيتُ معهُ غلامًا جمِيلًا لا يفارقُه، وكان إذا جَاءَ اللَّيلُ قامَ فصلَّى، ثم ينامُ إلى جَانِبهِ، ثم يقومُ فَزَعًا فَيُصلِّي ما قُدِّرَ له، ثم يعودُ فينامُ إلى جانبهِ أيضًا، حتَّى فعلَ ذلكَ في اللَّيلةِ مِرارًا، فإذا أسْفَرَ الصُّبْحُ أو كادَ يُسفِرُ أوْترَ، ثم رفعَ يديهِ وقال: اللَّهُم إنَّك تعلمُ أن اللَّيلَ قد مضَى علَيَّ سلِيمًا لم أُقارِفْ فيهِ فاحِشةً، ولا كتبتِ الحفَظَةُ علَيَّ فيهِ معصيةً، وإنَّ الذي أُضمِرُهُ في قلبِي لو حمَّلتهُ الجبالَ لتصدَّعت، أو كانَ بالأرضِ لتدكْدَكَت، ثم يقولُ: يا ليل، اشْهد بما كانَ مِنِّي فيكَ، فقَد منَعَني خوفُ اللهِ عن طلبِ الحرامِ والتعرُّضِ للآثامِ، ثم يقول: سيِّدي


(١) في (أ): على حامل الصلب الأصم تهدما وكذا في مصارع العشاق.
(٢) أخرجه الخطيب في تاريخه ١/ ٣٣٢ ومن طريقه أبو محمد جعفر بن أحمد السرَّاج في مصارع العشاق ٢/ ٢٢٢.
(٣) صوابه: الحسين. والتصويب من المغربية ويأتي حديثه ص ٦٣٠.

<<  <   >  >>