للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلاةٍ: "لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له" (١)، وكان يقولُ إذا قام لِصلاةِ اللَّيلِ: "لا إلهَ إلَّا أنتَ" (٢)، وذَكَر الثوابَ العظِيمِ لمِن يقول: "لا إلهَ إلَّا الله" (٣).

فانظُرُوا إلى هذا التَّعاطِي على الشَّريعةِ واختيارِ ما لَم تَختَرْه!

• أخبَرنا محمدُ بنُ عبدِ الباقِي، قال: أنبأنا أبو عليٍّ الحسَنُ بن محمد بنِ الفضلِ، قال: أنا سهلُ بنُ عليٍّ الخشَّاب، قال: أنا عبدُ اللهِ بنُ عليٍّ السَّراج، قال: بلَغَنِي أنَّ أبا الحسَين النورِي شهِدُوا عليه أنه سمعَ أذانَ المؤذِّنَ فقال: طعنةُ وسُمُّ الموت. وسمعَ نِباحَ الكلبِ فقال: لبَّيكَ وسَعدَيكَ، فقيل له في ذلك فقال: إنَّ المؤذِّنَ أغارُ عَلَيه أن يَذكُرَ اللهَ وهُو غافلٌ، ويأخُذُ عليه الأُجرَةَ، ولولاها ما أذَّنَ؛ فلذلكَ قلتُ: طعنة! والكلبُ يذكُرُ اللهَ ﷿ بِلا رياءٍ، فإنه قد قال: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: ٤٤] (٤) (٥).


(١) أخرجه البخاري رقم (٨٤٤)، من حديث المغيرة بن شعبة ورقم (٦٣٣٠)، ورقم (٦٤٧٣)، ورقم (٦٦١٥)، ورقم (٧٢٩٢). ومسلم رقم (٥٩٣) وأبو داود رقم (١٥٠٥، ١٥٠٦). والنسائي ٣/ ٧٠. وأحمد في المسند ٤/ ٢٥١.
(٢) كما في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس ، فأخرجه البخاري رقم (١١٢٠)، رقم (٦٣١٧)، ورقم (٧٣٨٥)، و (٧٤٤٢)، و (٧٤٩٩). ومسلم رقم (٧٦٩) ومالك في الموطأ ١/ ٢١٥، ٢١٦ وأبو داود رقم (٧٧١) والترمذي رقم (٣٤١٨) وابن ماجه رقم (١٣٥٥).
(٣) كما تقدم في حديث أبي هريرة والأحاديث في فضل "لا إله إلا الله" لا تكاد تحصر. وانظر: فضل التهليل وثوابه الجزيل ص ٢٩ - ٨٢. حيث ذكر قريبًا من خمسين نصًا في فضلها.
(٤) اختلف أهل التفسير في كيفية هذا التسبيح فقيل: هو تسبيح بلسان الحال أي: بما تدل عليه صنعتها من قدرة وحكمة وقيل: إنه تسبيح حقيقي وهو الحق؛ لقوله: ﴿وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: ٤٤] ومن تتبع الأحاديث والآثار رأى فيها ما يشهد لذلك كتسبيح الطعام وتسبيح الحصا في كفه . كما أدرك عمومه في الحيوانات والجمادات والنباتات. انظر لمزيد إيضاح: تفسير الطبري ١٥/ ٩٢ - ٩٣ وابن كثير ٣/ ٤٣ وأضواء البيان ٣/ ٣٣٩ - ٤/ ٢٣١ - ٥/ ٥٥٢ - ٧/ ٥٤١ والتسهيل لابن جزي ص ١٧٢ وروح المعاني ١٥/ ٨٣ - ٨٦.
(٥) أخرجه الطوسي في اللمع ص ٤٩٢.

<<  <   >  >>