حمّام الخشيبة: هذه الحمام بجوار درب السلسلة، كانت تعرف بحمام قوّام الدولة خير، ثم صارت حماما لدار الوزير المأمون ابن البطائحي، فلما قتل الخليفة الآمر بأحكام الله وعملت خشيبة تمنع الراكب أن يمرّ من تجاه المشهد الذي بني هناك، عرفت هذه الحمّام بخشيبة، تصغير خشبة، وقد تقدّم ذلك مسبوطا عند ذكر الأخطاط من هذه الكتاب.
قال ابن عبد الظاهر: مدرسة السيوفيين وقفها الأمير عز الدين فرج شاه على الحنفية، وكانت هذه الدار قديما تعرف بدار المأمون بن البطائحي، وحمام الخشيبة كانت لها، فبيعت، وهذه الحمّام هي الآن في أوقاف خوند طغاي أم أنوك ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون على تربتها التي في الصحراء خارج باب البرقية.
حمام الكويك: هذه الحمّام فيما بين حارة زويلة ودرس شمس الدولة، أنشأها الوزير عباس أحد وزراء الدولة الفاطمية، لداره التي موضعها الآن درب شمس الدولة، ثم جدّدها شخص من التجار يعرف بنور الدين عليّ بن محمد بن أحمد بن محمود بن الكويك الربعي التكريتي، في سنة تسع وأربعين وسبعمائة، فعرفت به إلى اليوم.
حمّام الجويني: هذه الحمّام بجوار حمام ابن الكويك، فيما بينها وبين البندقانيين، عرفت بالأمير عز الدين إبراهيم بن محمد بن الجويني والي القاهرة في أيام الملك العادل أبي بكر بن أيوب، توفي سلخ جمادى الأولى سنة إحدى وستمائة، فإنه أنشأها بجوار داره، والعامّة تقول حمام الجهينيّ بهاء، وهو خطأ، وتنقلت إلى أن اشتراها القاضي أوحد الدين عبد الواحد بن ياسين كاتب السرّ الشريف في أيام الملك الظاهر برقوق بطريق الوكالة عن الملك الظاهر، وجعلها وقفا على مدرسته العظمى بخط بين القصرين، وهي الآن في جملة الموقوف عليها.
حمام القفاصين: هذه الحمام بالقرب من رأس حارة الديلم، أنشأها نجم الدين يوسف ابن المجاور وزير الملك العزيز عثمان بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب.
حمّام الصغيرة: هذه الحمّام علي يمنة من سلك من رأس حارة بهاء الدين، وهي تجاه دار قراسنقر، أنشأها الأمير فخر الدين بن رسول التركمانيّ. ورسول هذا جدّ ملوك اليمن الآن، وقد تعطلت هذه الحمام منذ كانت الحوادث بعد سنة ست وثمانمائة.
حمّام الأعسر: هذه الحمّام موضعها من جملة دار الوزارة، وهي الآن بجوار باب الجوانية، أنشأها الأمير شمس الدين سنقر المعزي الظاهري المنصوري.
سنقر الأعسر: كان أحد مماليك الأمير عز الدين أيدمر الظاهري نائب الشام، وجعله دواداره، فباشر الدوادارية لأستاذه بدمشق ونفسه تكبر عنها، فلما عزل أيدمر من نيابة الشام في أيام الملك المنصور قلاوون وحضر إلى قلعة الجبل، اختار السلطان عدّة من مماليكه