وهو القاضي المرتضى صفيّ الدين أبو المجد عبد الرحمن بن عليّ بن عبد العزيز بن علي بن قريش المخزومي، أحد كتاب الإنشاء في أيام السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، قتل شهيدا على عكا في يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى سنة ست وثمانين وخمسمائة، ودفن بالقدس، ومولده في سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وسمع السلفيّ وغيره.
قيسارية الشرب: هذه القيسارية بشارع القاهرة تجاه قيسارية جهاركس. قال ابن عبد الظاهر: وقفها السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب على الجماعة الصوفية، يعني بخانقاه سعيد السعداء، وكانت إسطبلا. انتهى. وما برحت هذه القيسارية مرعية الجانب إكراما للصوفية إلى أن كانت أيام الملك الناصر فرج، وحدثت الفتن وكثرت مصادرات التجار، انخرق ذاك السياج وعومل سكانها بأنواع من العسف، وهي اليوم من أعمر أسواق القاهرة.
قيسارية ابن أبي أسامة: هذه القيسارية بجوار الجملون الكبير على يسرة من سلك إلى بين القصرين، يسكنها الآن الخرد فوشية، وقفها الشيخ الأجل أبو الحسن عليّ بن أحمد بن الحسن بن أبي أسامة، لصاحب ديوان الإنشاء في أيام الخليفة الآمر بأحكام الله، وكانت له رتبة خطيرة ومنزلة رفيعة، وينعت بالشيخ الأجل كاتب الدست الشريف، ولم يكن أحد شاركه في هذا النعت بديار مصر في زمانه، وكان وقف هذه القيسارية في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، وتوفي في شوال سنة اثنين وعشرين وخمسمائة.
قيسارية سنقر الأشقر: هذه القيسارية على يسرة من يدخل من باب زويلة، فيما بين خزانة شمائل ودرب الصغيرة، تجاه قيسارية الفاضل. أنشأها الأمير شمس الدين سنقر الأشقر الصالحيّ النحميّ، أحد المماليك البحرية، ولم تزل إلى أن هدمت وأدخلت في الجامع المؤيدي، لأيام من جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وثمانمائة.
قيسارية أمير علي: هذه القيسارية بشارع القاهرة تجاه الجملون الكبير، بجوار قيسارية جهاركس، يفصل بينهما درب قيطون، عرفت بالأمير عليّ بن الملك المنصور قلاون الذي عهد له بالملك، ولقبه بالملك الصالح، ومات في حياة أبيه، كما قد ذكر في فندق الملك الصالح.
قيسارية رسلان: هذه القيسارية فيما بين درب الصغيرة والحجارين، أنشأها الأمير بهاء الدين رسلان الدوادار، وجعلها وقفا على خانقاه له بمنشأة المهرّانيّ، وكانت من أحسن القياسر، فلما عزم الملك المؤيد شيخ على بناء مدرسته هدمها في جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وثمانمائة، وعوّض أهل الخانقاه عنها خمسمائة دينار.